كشف المدفون!
في كل جولة أمطار تسقط هندسة التصاميم والإنشاءات بالضربة القاضية، لكنها لا تخرج من الحلبة مثلما لا تخرج إلى النور، يظهر لي أن من هندس طرقنا الطويلة تلك التي اجتاحتها السيول مهندسون من المريخ، لذلك لا نجدهم ولا نراهم، ولا يظهر أحد منهم ليقول كلمة واحدة، نحن بحاجة لاستعارة تلسكوب «هابل» للبحث عنهم، الوضع «يهبل» بالفعل! إذ يقال لدينا هندسة طرق.
ليست الشهادات هي الوحيدة التي أصيبت بالوهمي والمزوّر، بل هناك شهادات صحيحة من الناحية الوثائقية، لكن حاملها لا يقدم ولا يؤخر، حفظ ودوّن وانتهى الأمر، قصة الوهم ليست في الشهادات، بل في حقيقة المسؤولية، ذلك الشعور، ذلك الحس، ولو كان ما حدث من انهيارات طرق جراء السيول حدث في بلاد أخرى، لرأينا أمراً آخر. إنها ليست المرة الأولى ولا الثانية، أيضاً هي ليست الثالثة مع ضربات قاضية، لكن «اللعبة» تستمر، كأنها أفضل وسيلة لإعادة إنشاء مشاريع! شعارهم… السيول تهدم ونحن نبني!
لم يعد المتعثر من المشاريع هو المشكلة، بل المتكسر والمتحطم، والذين يحرصون على الظهور في ملاحق صحيفة، يوقعون العقود ويحتفلون بتدشين طرق، لا يخرج أحد منهم ليقول لنا كلمة واحدة. «الإنجاز» انقلب رأساً على عقب. هل رأيت صور طرق في منطقة حائل على سبيل المثال، الدهان هو الوحيد الذي ما زال يلمع، حدث مثل هذا في تبوك وفي غيرها، و«الفكرالهندسي» واحد، إن جاز وصفه بالفكر.
ربما تقول وزارة النقل مثل ما قال غيرها، «لم يكن في الحسبان»، بالنسبة لها وبحكم التخصص هو «لم يكن في الكثبان»، ولا في «الشعبان والوديان».
على رغم أن المرونة والكفاءة من أهدافها كما تقول، لم تستطع النقل الاقتراب منهما في أعمالها تلك، المرونة وصلت حد الالتواء والانجراف، أما الكفاءة فامتحان السيول أعلن النتائج، لذلك لا يظهر أحد من الوزارة في وسائل الإعلام لشرح الأسباب، إذا كان هناك من أسباب غير ما يتوقع من سوء تنفيذ وإشراف وتصميم وتسلم، في تقديرك عزيزي القارئ لماذا لم يظهر أحد من وزارة النقل ليقول كلمة واحدة، هل هو الحرج أم الانشغال في بناء طرق جديدة أكثر مرونة؟
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

