المسؤولية المرورية
أحاديث المسؤولين عن النقل العام واختناق الحركة المرورية تنحصر في المستقبل. من النادر الحديث عن الحاضر، هذه اللحظة التي نعيشها والتعامل معها، اللهم إلا عند افتتاح طريق جديد حتى لو لم يكتمل بعد! ربما لواقع الحاضر المختنق وكثرة الإنشاءات والحفريات دور في ذلك، فقصة الحفر في شوارعنا قصة عجيبة مثل قصص ألف ليلة وليلة، تنويع مكامن الإنفاق، لا تنتهي قصة حفرية إلا ليبدأ حفر جديد، لذلك كتبت في ما سبق مقالة بعنوان: «المسؤولية الحفرية»، قدمتها على المسؤولية الاجتماعية التي توارت تحت «دفان» ما!
ماذا عن الحاضر المروري؟ طرحت سؤالاً في مقالة أخرى يقول: «هل يتحمل الاختناق المروري انتظار قطارات؟». معظم الإجابات ردت بـ«لا»، ولولا طول بعضها لأوردتها هنا، لكن لا إجابة رسمية عماذا سيتم إلى أن تنتهي مشاريع النقل العام! فترة زمنية طويلة من أعمارنا يتوقع أن تزداد فيها المعاناة، والشاهد أننا وإياكم أيها المعنيون بالحركة المرورية تصميماً وتنفيذاً وإدارة في مركب واحد، فلماذا لا نرى سوى رسوم لمشاريع المستقبل؟ أصبحنا متخصصين في رسوم المصممين والمجسمات.
أعود للحاضر المروري. حالياً يتم تغيير أسلوب الحركة في بعض شوارع العاصمة من دون أي تنوير للمواطنين. تبرز أرصفة، فيما تطول أخرى وتنحني، وربما يتم سدّها خلال أيام، طرق جديدة أو مجددة، والاستراتيجية القديمة في إدارة المرور هي: «الباب اللي يجيك منه الريح سده واستريح» ما زالت مطبّقة! تقول القاعدة: إذا فشلت في إجبار السائقين على احترام الأنظمة فأقفل عليهم الطرق بصبات أو مدّ أرصفة، وهو ما يحدث حالياًَ في أجزاء من طريق الملك عبدالعزيز بالرياض. في بعض المواقع أحدث مدّ الأرصفة «أفقياً» بين الطريق الرئيس والخدمة ارتباكاً واختناقات. إذا كان الغرض منع المخالفات، فالهدف لم يتحقق بل أحدث نتائج سلبية. المسألة ببساطة، إذا أردت منع مخالفة ما فضع لوحة إرشادية واضحة تنبّه، أعلن عنها ثم احرسها بكاميرا ساهر، ما دام وجود رجل المرور متعذراً لسبب لا يعلن عنه!
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

