زفير

أبي لا يعرفني
أمي لا تحاول أن تفعل
ولا شيء يدعو للبكاء..

قال زميل الثانوية
"لا تتركيني "
قال الذي أحببته
" لن أتركك "

تقول أمي
لم يطرق بابنا أحد
و تمسح على وجهها بوضوء
لا يتبعه صلاة !
لا شيء يدعو للبكاء..

جدي كان يريد أن يتجاهل جدتي
لكن عيناه خذلته
لم تُبصرها ..

جدتي ظلت دهرين شفافة
كلما دسّت أمي في صدرها
بكت معها..

و أمي.. مسكينة
- إلى الآن -
دموعها منسيّة بالهواء !
لا شيء يدعو للبكاء..

جدي لم ينادي جدتي
إلا و الموت يحفّه
"و الله مانا قايمة المرة دي"
قالها خاطرها
..ثم نامت

فتمتم جدي-معتذراً-
"بهيمة..
كانت تأتي من دون نداء"


الأواني المتسخة
فتاة يغازلها الجميع
لا شيء يؤرقها
لا شيء - غير مُتنبّأ - يدعو للبكاء..
..
''متسخة فَ نظيفة
متسخة فَ نظيفة
"ما أجمله ، طريق الفناء ! "

قالتها بخبث
تقصدني به
-أنا و كاسات الكريستال
-قد كانت حاضرة عندما حفظتنا أمي معاً
للمناسبات !

لا شيء يدعو للبكاء..


كسر أحدهم ذراع كوبي المفضل
فلم أحزن !

جففوا ضحكاتكم الآن
إني بحاجة لهذا الماء ..