وجهة نظر عسكرية في اشتباكات الإتحادية

خدمت كضابط في القوات المسلحة لمدة 11 عاماً بعد أن تخرجت من الكلية الحربية عام 94، ثم غادرتها بعد قبول استقالتي في يناير 2005، درست خلال هذه الفترة دراسات متعددة في علم التكتيك، والاستراتيجي، فاسمحوا لي أن أقيم معركة الأمس من وجهة نظر عسكرية :
- لدى جماعة الاخوان جناح عسكري منظم ومدرب، يتلقى تدريبات منتظمة على حرب الشوارع، وكان هذا واضحاً للغاية من تحرك الميليشيات على الأرض، بتكتيك تبادل وأجنحة واضحة، مع وجود سيطرة قيادية، لفرد يفهم في ذلك.
- أكد وجود الخرطوش والغاز والسلاح الحي تدريب هذه الميليشيات على استخدام السلاح .
- تخصص مجموعة محددة للاشتباك مع بقاء الأغلب عن سور الاتحادية يؤكد تخصص الجناح العسكري للجماعة بإدارة المعركة، مع العلم أن بالأمس تواجد مع الإخوان كلاً من "حازمون" و"السلفية الجهادية"وبعض عمال شركات الاخوان.
- المدهش هو ثبات المجموعات الثورية غير المنظمة في وجه ميليشيات مسلحة، رغم تفوق تلك الميليشيات عدداً وسلاحاً عليها، وبدا أن المعركة هي معركة النفس الأطول.
- لم يتم للجماعة ما تمنت، حيث تخيل قادتها، أن يتم اقتحام الاعتصام وانسحاب الثوار والاحتفال بالنصر، وهو ما اربكهم بعد المقاومة المستميتة التي مارسها الثوار حتى صباح اليوم التالي.
- المقاومة أرهقت الميليشيات التي لم تدرب جيدا على المعارك الطويلة، والتي تخيلته نصرا سهلا، فاضطرت القيادة الاخوانية للاستعانة بالشطرة لمنح هدنة بالقوة لقواتها، وهو ما فعلته الشرطة قبل أن تتعاون بشكل فج مع ميليشات الاخوان في ضرب الثوار، بعمل غطاء بقنابل الغاز لدفع الثوار بعيداً وكسب الأرض للميليشات المسلحة.
- أخطأت الميليشات عدة مرات في اتخاذ مواقعها على الأرض، ولم ينقص الثوار سوى بعض التنظيم لتطويقها وكسرها.
- أخيرا عسكرياً معركة الأمس محسومة نظريا لصالح ميليشيات الاخوان المسلمين، وبالفعل هم حققوا انتصار نوعي وأكتسبوا الأرض، لكن فعليا طول فترة المقاومة لفصيل غير منظم ولا مسلح شكله الثوار ابطل فاعلية هذا النصر، وحول مسار المعركة، ولو مارس الثوار بعض التنظيم بعدد أقل لحققوا انتصارا مذهلا بالأمس على الميليشات.
- في السينما فقط ينتصر الخير في النهاية...ويبدو أن الواقع قد قرر المحاكاة.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 06, 2012 04:24
No comments have been added yet.