حتى في كندا

تأتي أخبار قضايا فساد في الغرب مثل «مساعدة صديق» للبعض منا، حينما يحاولون التخفيف من ضرر الفساد، باعتباره منتشراً عالمياً حتى في الدول المتقدمة، فيقال إنه لم يمنع تقدم المتقدمين! وفي كل المجتمعات الخ…، هذا البعض وصل إلى حالة «التكيّف» مع واقع الفساد. أما الوجه الآخر للعملة الرديئة المسوّقة هذه، فهي تقول إن الفساد موجود حتى في الأنظمة الديموقراطية أو تلك التي تدعي الشفافية ولديها قوانين واضحة مطبقة، لكن هؤلاء لا يتعمقون قليلاً للغوص في ما يحدث بعد كشف قضايا الفساد في الغرب. لا ينظرون إلى اليد الطويلة التي تلاحق الفساد ولا تتأثر بتقادم العهد على القضايا.

ولبُّ المسألة يكمن في درجة الفساد ونوعية مواجهته، إذا لم تكن هناك مواجهة واضحة شفافة مقنعة، من الطبيعي أن ترتفع الدرجة لتصل إلى حدود الغليان، صحيح أن ذلك «الغليان» يتم ببطء لا يلحظه البعض «المجادل» نفسه، فيعزوه لأسباب مستجدة.

لكن الذين ينظفون الفساد أولاً بأول، في مجتمعاتهم، يخففون كثيراً من التراكمات المحتقنة، ويحمون الاستقرار والموارد، ثم هم يضعون خطاً أحمر، هؤلاء لا يعترفون بالخطوط الرمادية ولا يؤمنون بضياع الدم بين القبائل، لذلك تبرز الأسماء والجهات علناً في واجهات الصحف وشاشات التلفزيون.

والغريب هو علاقة مشاريع صيانة الشوارع والصرف الصحي بالفساد، وعلى قولة أحد الأصحاب من جماعة «حتى في كندا»، حتى قضية الفساد التي كشفت أخيراً وأزعجت الكنديين تضمنت مشاريع للصرف الصحي، ومافيات تتلاعب، يبدو أن هناك علاقة متينة بين أسماء المشاريع والغرض «المعلن» منها ودرجة القابلية للفساد، هناك صرف وهناك صحي، والقائم على المشروع هو الأدرى بصحة مجرى الصرف الصحي.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 30, 2012 14:27
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.