فن كتابة: صافي ناز كاظمفي ذكرى مقتل الساداتيشهد،اليوم 6 أ...

فن كتابة: صافي ناز كاظم
في ذكرى مقتل السادات
يشهد،اليوم 6 أكتوبر، مرور 39 عاما على نصر العبور العظيم، و31 عاما على مصرع محمد أنور السادات، الذي يحفزني إلى التذكير بأن وسيلة الإغتيال السياسي كانت من المبادئ التي دعا السادات إليها وتبناها ومارسها.
اشتهر اسم محمد أنور السادات في الأربعينات من القرن الماضي حين ورد اسمه ضمن المجموعة التي قامت في مساء  6/1/1946 باغتيال أمين عثمان الوزير  بوزارة الوفد بإطلاق النار عليه أثناء دخوله مقر نادي الرابطة المصرية البريطانية في شارع عدلي باشا، وظل أنور السادات يذكر بفخر اشتراكه في هذه الجريمة، مؤكدا أن أمين عثمان كان يستحق ما جرى له؛ ومن حيثيات هذا الاستحقاق أن أمين عثمان كان معروفا بصلاته الوثيقة والمريبة بالمحتل الإنجليزي وكان لا يتوانى عن استفزاز مشاعر المصريين بعبارات جارحة منها قوله إن مصر قد تزوجت من إنجلترا زواجا كاثوليكيا لا طلاق فيه.
 جاء اشتراك أنور السادات في جريمة اغتيال أمين عثمان تلبية لتبنيه وسيلة "الاغتيال السياسي"، فكما هو مذكور في كتاب "السلام الضائع في كامب ديفيد"، يقول مؤلفه محمد إبراهيم كامل إن أنور السادات كان يرى الطريق الفعال لتحقيق أهداف المقاومة السرية ضد الاحتلال الانجليزي تكون بالقضاء على الزعماء المصريين المتعاونين مع الإنجليز، وعلى ذلك اقترح على المجموعة السرية، التي كانت تضم من بين أعضائها محمد إبراهيم كامل وحسين توفيق، اغتيال النحاس باشا رئيس حزب الوفد، لدوره المشين في حادث 4 فبراير 1942، وتمت الموافقة على الاقتراح ووضعت خطة لتحقيق تلك العملية وكانت المحاولة في نهاية 1945 لكنها باءت بالفشل، مما أدى إلى أن تتوقف المجموعة السرية عن نشاطها لشهور، إذ اتخذت أجهزة الأمن بعد الحادث تدابير أمنية مشددة.
ويذكر محمد إبراهيم كامل، أن قضية أمين عثمان، التي عرفت بـ "قضية الاغتيالات السياسية الكبرى"، كانت قضية شهيرة اشترك في الدفاع عن المتهمين فطاحل المحامين، وكان هناك تعاطف شعبي واسع النطاق مع المتهمين الشباب، بدافع الشعور الوطني الفياض ضد الانجليز، وقد لمع فيها اسم محمد أنور السادات وكان التركيز عليه لأنه كان لافتا للنظر بحركاته وصوته الجهوري، وظلت هذه القضية هي الموضوع المحبب لدى السادات بعد توليه رئاسة الجمهورية، فكان يتلمس الفرص ليشير إليها في عشرات من خطبه، وأحاديثه مع الصحافة كبرهان عملي على كفاحه الوطني الذي بدأه  في شرخ شبابه،(مذكور عند محمد إبراهيم كامل، السلام الضائع في كامب ديفيد، صفحات 12، 13، 18، 19).
 عندما جاء السادات إلى نيويورك مطلع عام 1966، وهو رئيس مجلس الأمة، واجتمع بعدد من الشخصيات المصرية والمسؤولين العاملين بالهيئات الدبلوماسية المصرية والدولية وبلفيف من الطلبة المصريين الدارسين بالجامعات الأمريكية، سمعت بأذني إفتخاره بأنه شارك في اغتيال أمين عثمان، مبررا ذلك بقوله: "وده كان بعد تصريحه بأن علاقة مصر بإنجلترا علاقة زواج كاثوليكي".
شارك السادات في قتل أمين عثمان يوم السادس من شهر يناير، وجاء مقتل أنور السادات، بعدها بسنوات كثيرة، في يوم السادس من شهر أكتوبر، ولعلها حكمة القصاص القدرية: العين بالعين والسادس من الشهر بالسادس من الشهر، ومن قتل، بالفتحة على القاف، يقتل بالضمة على الياء، ولو بعد حين!

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on October 07, 2012 06:05
No comments have been added yet.