ما بين القاهرة وباريس

همست باسمه فتحولت الإبتسامة إلى روح تسللت إلى يديها فخطت على الحائط كلمة "أحبك يا" ثم وضعت اسمه ورحلت وهي تدندن لحناً يحبانه سوياً.
*******
اقترب من شجرة التوت التي صاحبته طيلة طفولته، لم يعد إليها منذ ما يزيد عن 25 عاماً، تغير كثيراً لكنها ظلت على حالها، بجوار ذلك المجرى المائي الصغير، ارتجفت أطرافها بفعل الرياح فظن أنها تشير له قبل أن يصل.
احتضنها في سعادة مشتاق، أخبرها أن زحام القاهرة لم ينسه إياها يوماً، استأذنها أن يروي لها قصة حبه، وسمعته كما اعتادت.
في النهاية لم يغادر قبل أن يكتب اسمها بجوار اسمه على الشجرة، التي قررت أن تخلدهما بها.
*******

******
تأمل جيداً ذلك المقام الصغير، خلع حذائه واجتاز عتبته قارئاً الفتحة، أخبره الحارس أنه مقام الامام زين العابدين، يشك في هذا كثيرا، ولكنه أخبره ايضاً بأنه يحقق الأماني، اقترب من مقامه متجاهلاً دعوة الحارس لصلاة ركعتين.
لفتت أنظاره مئات الأماني المكتوبة على أوراق صغيرة اصفرت بفعل الزمن على السلك الداخلي للمقلم، تأمل إحداها فوجدها رغبة في الزواج، أخرج قلمه وخط بكلمات سريعة رغبته في البقاء بجوارها إلى الابد ثم وضعها داخل فتحة السلك برفق وقرأ الفاتحة ورحل، بينما تسكن أنفه رائحة البخور الذي ملأ المكان.

تمشي على نهر السين بعد أن أنهت الشمس مهمتها الصباحية وسمحت للقمر باعتلاء قبة السماء، تغني وترقص في سعادة وفرحة، تتذكر كلماته فتشعر وكأن روحها تطير، تتوقف قليلاً لتلتقط صورة ترسلها له ليرى ما تراه عيناها.
تغني دون أن تدري "رايح أجيب الديب من ديله، وان معرفتش أجيبه حاسيبه، وارجع اقول ملقتلوش ديل"
******
يقترب في هدوء من مكانه المفضل على كورنيش النيل في الزمالك، يمرر اصابعه برفق على أوراق وردة بيضاء بين يديه، تشبهها كثيرا، هكذا يراها، يتذكر كلماتها الخجلى والملهوفة فتتسع ابتسامته، يهمس أحبك وكأنها أمامه تسمعها قبل أن يستمر في سيره مغنياً " بحبك بكل الحنان اللي فيكي، بحبك بكل الجنون اللي فيا".
Published on October 06, 2012 08:42
No comments have been added yet.