أمن… وشعور بعدم الأمان!
تطور القتل بالتفحيط من حوادث شبه متعمدة إلى استخدام أسلحة رشاشة، ولا يبدو في الأفق أيُّ فعل رسمي نابه، يرتقي إلى مستوى هذه الظاهرة الخطرة والمتنامية. أول من أمس نشرت «الحياة» عن العاملة الإثيوبية إكرام التي توفيت «دهساً» من سائق أرعن، ضحت الشابة بنفسها، وهي تحمي صغار ربِّ عملها، كانوا يمشون سوياً على رصيف حديقة عامة، أبعدتهم عن الخطر فكانت هي الضحية.
وفي الدمام قُتل شخص من المتفرجين، ضحيةً لخلاف بين مفحطين في تجمهر عابث لا يشير المقطع المنشور عنه سوى إلى تغلغل أمراض وعُقَد نفسية. القتل هذه المرة تم برصاص سلاح رشاش، وأتذكر قبل فترة «يوتيوب» انتشر لمفحط كان يتفاخر هو ومن معه بإطلاق الرصاص من مركبته المسرعة وسط طريق مكتظة بالسيارات والمارة.
هل مِنْ فعل يرقى إلى مستوى هذا العبث القاتل؟ ماذا يريد «الأمن العام» أن نصل إليه حتى يقوم بحملة مستدامة، لاستئصال شأفة هذه التجمهرات؟ لِمَ لا يعمل على استصدار قوانين وعقوبات أكثر تشدداً، يصنف فيها التفحيط جريمة شنيعة، مع إيقاف أي احتمالات للواسطة أو الصلح.؟ إنّ واجب الأمن هو الوقاية قبل ملاحقة المجرمين أو الإعلان أنهم سلموا أنفسهم. لم يكن لهذا أن يستفحل لو كان هناك انضباط في الشوارع. إنني أستغربُ أن وزارة الداخلية لم تقم بحملة واحدة، لاستعادة الانضباط في الشوارع، حتى الدوريات من المرور وغيرها تكيَّفت مع هذا الواقع، لقد تم الاستئناس. ترى الواحدة منها تمر أمام المخالفة مرور عابر السبيل، الانفلات بدأ من هنا. وصلت إلى معادلة قد تبدو غريبة عند قراءتها للوهلة الأولى، لكن تفحصها جيداً. نعم في بلادنا أمن، ولكن هناك شعوراً متنامياً بعدم الأمان.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

