أكاديمية الربع الخالي
اشتكى الأب من أحد أبنائه المراهقين، فهو من بين إخوته حالة مستعصية في النزق والانفلات لم ينفع معه الترغيب ولا الترهيب، والأب رجل عاقل وميسور ومجرب… ومشغول أيضاً، وقتها طرح عليّ اقتراحاً للكتابة عنه، إنشاء معهد داخلي «يضف» هذه الفئة من المراهقين والشباب لتعليم الانضباط واحترام قيمة الوقت والعمل والحقوق والواجبات، بحيث يُنشأ في بيئة منعزلة عن الحياة العامة. اقترح بقلب الأب الحنون منطقة تنعم بالطقس الجميل من مناطق الوطن، لكني أضيف للاقتراح منطقة الربع الخالي أيضاً، يُنشأ فرع في الربع الخالي وآخر في الطائف أو السودة بأبها، ليعلم النشء أن الحياة فصول متغيرة، من يتجاوز الفرع الأول يحق له الالتحاق بالفرع الثاني. ما يحدث الآن للمراهقين والشباب حين إيقافهم بسبب مخالفات أو جنايات أنهم يحشرون في دور الأحداث أو السجون العامة. وفيها يستمدون خبرات جديدة سيئة، والدولة أقول الدولة معنية بتحقيق هذا الاقتراح خاصة و«الحديدة حامية» بعد تجاوزات في يوم الوطن أعتقد أنها ازعجت جميع العقلاء. والمشكلة في صورة – مغايرة – لدى آخرين نظروا إلى انفعالات الشوارع التي أطلق عليها «التعبير عن الفرح» أنها دليل على الرضا ومؤشر لحالة من الراحة والاستقرار النفسي لدى شريحة الشباب والمراهقين، وهذا التحليل أو التفسير ربما الانطباع بعيد عن الواقع، وهو من الخطر بمكان إن تكرس في الأذهان.
أعود إلى اقتراح «أكاديمية الربع الخالي» وأضيف أنها لا تصلح للقطاع الخاص، فهو سيطالب بالقروض والدعم ثم يفرض الرسوم ليتعيش على حاجة ملحة لم تفلح فيها خطط الحكومة كما اعتاش على غيرها، وسينتج لنا مع فرقعات إعلانية أكاديمية «نص كم»، بدلاً من أكاديمية تصنع رجالاً يساهمون في تشييد المستقبل والحفاظ على الوطن. وإذا لم نعمل على احتضان هذه الفئة وإعادة تأهيلها فهي ستجرنا معها إلى ما الله به عليم.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

