مزاد الحلم

منذ أن عرفت قدماه شوارع القاهرة و أحيائها، وهو يحلم بأن يسكن يوماً حي "جاردن سيتي"، قضي عمره في كواليس الصحافة، بذل ما بذل وأضاع ما أضاع لكن الحلم بقى كما هو "جاردن سيتي".
وفي أحد الايام عندمت خاض رحلته الصباحية بين جرائده اليومية قرأ خبراً عن مزاد عن شقة في جاردن سيتي، تناسى رغماً عنه كل أحلامه، نسي حتى نفسه.
قادته قدماه إلى مكان المزاد، وقف في الصالة يزايد على حلمه، ومن منا لا يبذل عمره في حلم حلمه يوم وتمناه، وفي النهاية عندما انسحب الجميع وبقي منافس واحد، كان صاحبنا يخوض معركته الأخيرة لتحقيق حلما ظل ينتظره طيلة عمره.
كان المنافس يحتضر، كلما أعلن رجل المزاد عن الرقم الأخير الذي نطقه صاحبنا رفع الرجل 100 أو 200 جنيه.
أدرك صاحبنا أن منافسه يحتضر، وانه لو رفع السعر 10000 جنيه فسوف يتحقق حلمه ويفوز بالشقة، لكنه للمرة الأولى منذ بدأ المزاد يدرك أنه يزايد على حلم، قد يسعده ويسعد غيره.
توقف، ابتسم للمرة الأولى منذ بدأ المزاد، قرر أن يتخلى عن الشقة لمنافسه، على أمل أن يرى إبتسامة على وجهه، نادي المنادي على رقم منافسه، فصمت، تركه يفوز.
تنازل عن الحلم من أجل إبتسامة منافس، ثم رحل ليبحث عن الحلم في مجال أخر، بينما عاد الأخر لشقته الجديدة في "جاردن سيتي" بين حلم وحوار.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 17, 2012 17:48
No comments have been added yet.