البحث العلمي أمن قوميمع تأييدي لكل أشكال الاحتجاجات التي ...
البحث العلمي أمن قومي
مع تأييدي لكل أشكال الاحتجاجات التي قام ويقوم بها طلبة وأساتذة جامعة النيل ،المظلومة والمغدورة والمأخوذة مبانيها والمشتتة أبحاثها، أسمح لنفسي بالتدخل في حكاية "البحث العلمي" بصفتي مواطنة مصرية نشأت وترعرعت في بلد لم يتوقف فيه لحظة واحدة نداء ملأ أذني منذ نعومة أظافري: "حي على الفلاح ، حي على البحث العلمي"؛ بما يعني أن التنبيه إلى ضرورة وأهمية "البحث العلمي" في مصر ليس إختراعا "زويليا"، كما يحب البعض الإيحاء بذلك، فهو بدهية حضارية تصبو إليها الدول الساعية إلى إثبات جدارتها والجلوس شامخة في صالون الأمم ذات الحيثية العلمية المساهمة في خدمة الإنسانية ورفعة شأن الوطن، ولا أدري كيف دلف اسم الأستاذ الدكتور أحمد زويل بصفته الراعي العلمي والإداري والإعلامي المهيمن على البحث العلمي في جمهورية مصر العربية، فلقد وجدنا أنفسنا نؤخذ في غمضة عين إلى ماتم تسميته "مدينة زويل العلمية"، وبين ضجيج الطبول وصفير المزامير وسرسعة المزازيك المختلفة ألقي في روع الجميع أن السيد زويل قد أتى إلينا بما لم يأت به أحد من قبل، بأصالة كونه الحائز على جائزة نوبل، وهي جائزة لا أحمل لها مع كثيرين في العالم أي احترام أو ثقة، لظلالها المشبوهة سيئة السمعة، لكن هذا لا يدخل في حساب رفضي لهيمنة زويل والتنبيه لضرورة اتخاذ الحذر لمنع اطلاعه على أسرار البحث العلمي في مصر، لكونها من مقتضيات الأمن القومي للبلاد، وهذا الحذر ليس لكونه أمريكي الجنسية فحسب بل لكونه مستشار الإدارة الأمريكية، والحائز على جائزة وولف في الكيمياء من الكيان الصهيوني عام 1993، التي استلمها بنفسه في زيارته لإسرائيل داخلا في قائمة المطبعين معها من دون أي تأثم أو حرج.
لقد تصور البعض أن الدكتور زويل ربما قد جاء لمصر بدعم مالي هائل استبسالا منه لتحقيق المرجو لأرض مولده ولكن الأمر لم يمهل الظانين به ظن الجود والعطاء وافتداء الوطن فقد توضح للجميع، بما لا يدعو للشك، قيام دعوة لحث المصريين على التبرع لـ "مدينة زويل للبحث العلمي"، ونهض سماحة المفتي الأستاذ الدكتور علي جمعة مصاحبا الدكتور زويل في كل جولاته الإعلانية والإعلامية داعيا بنفسه لجمع التبرعات؛ بما لم نرتضيه بتاتا لمكانة "مفتي الديار المصرية" وواحد من علماء ديننا الأجلاء، وصرنا لا نشاهد الدكتور زويل إلا في صحبة الرؤساء والوزراء وكبار المسؤولين؛ مُجتمعا بالباحثين وذوي المكانة العلمية نائلا هالة استثنائية من الأهمية، لم ينلها الدكتور فاروق الباز ولا الدكتور مجدي يعقوب، مما دفع بعض الأساتذة من الكتاب إلى هيستيريا المبالغة حيث لم يجدوا أن هيمنة زويل على البحث العلمي تكفي فهتفوا به في عناوين مقالاتهم رئيسا توافقيا لجمهورية مصر الثورة!
إن جدية النظر في مشروع البحث العلمي يجعلنا لا نحيد عن حمايته من الاختراق: فهو أمن قومي، ومن ثمّ لابد من قرار مخلص سريع لايعيد لجامعة النيل مبانيها وحقوقها ومكانتها العلمية فحسب بل يلغي ويزيل ويمحو بالضرورة إلغاء وإزالة و محوا سريعا وتاما مستوطنة العالم الأمريكي الأستاذ الدكتور أحمد زويل المدعوّة: "مدينة زويل للبحث العلمي" التي أقامها من أقامها في غفلة منا ضارة بالبلاد والعباد.
Published on September 07, 2012 20:30
No comments have been added yet.