الاخوان والجيش ...لله جنود من عسل

يوم وفاة جمال عبد الناصر عام 1970 لم يكن في السجن أعضاء الجماعات الدينية سوى 118 عضواً فقط , 80 منهم من جماعة الاخوان المسلمين مثل عمر التلمسانى ومصطفى مشهور و38 من جماعات أخرى منهم على عبده اسماعيل وشكرى مصطفى.وبعدها طلب السادات ملفاتهم وقرر الافراج عنهم جميعاً فى صفقة سياسية من طرف واحد بحجة فتح منابر سياسية جديدة، وإتاحة الفرصة للتيار الإسلامي بالتواجد في الساحة لمواجهة الشيوعيين.لتعيد الجماعة تنظيم صفوفها بضم قيادي جماعات الجهاد الإسلامي التي أخذ نجمها في الصعود في بدايات السبعينيات، ويقرر قياديوها الوصول إلى الجيش المصري، الذراع الأنسب للوصول للحكم عن طريق تنفيذ إنقلاب عسكري، وهو ما بدأته الجماعة من خلال حادث الكلية الفنية عام 1974، وهي القضية الأولي التي يستخدم فيها فريق يتبني فكر الجهاد السلاح، وخطط لها الدكتور صالح سرية، وهو فلسطيني ارتبط بحزب التحرير الإسلامي الذي أنشأه تقي الدين النبهاني عام ١٩٥٠، والذي كون تنظيمًا خاصًا من طلبة الكلية الفنية العسكرية وطلبة جامعتي القاهرة والأزهر، فيما يعد أول إختراق فعلي للجيش من خلال طلبة ينتمون لكلية عسكرية.والتي أعترف الرجل الثاني في هذا التنظيم طلال الأنصاري في تحقيق صحفي نُشر في جريدة الكرامة الصادرة في 31/1/2006، أنهم أدوا البيعة لمرشد جماعة الإخوان المسلمين في منزل زينب الغزالي، ووصف مختار نوح حادثهم بأنها أول محاولة إنقلاب عسكري للإخوان المسلمين في التاريخ.بل وزايد البعض واعتبر تنظيم الفنية العسكرية هو الجناح العسكري للجماعة ولكن لم تثبت أي أدلة على صحة هذا الكلام.بعدها انتبهت المخابرات الحربية إلى خطورة وصول التيار السياسي الإسلامي لصفوف الجيش، وبدأت العمل على منع هذا، إلا أنها فشلت في عملها لدرجة وصول الجهادي عبود الزمر للعمل في صفوفها حتى رتبة المقدم، وتنفيذه عملية إغتيال رئيس الجمهورية - لا ينتمي للجماعة ولكنه دليل على فشل المخابرات في منع المد - وهو ما أدركته جماعة الإخوان المسلمين، وتابعت بعده التركيز الشديد من المخابرات الحربية على استئصال التيار الإسلامي من داخل صفوف القوات المسلحة، وهو ما وصل إلى استبعاد أي ضابط من الخدمة إذا وجد في حوزته كتب لكتاب بعينهم على رأسهم سيد قطب وأبو الأعلى المودودي، مع المتابعة الشخصية لكل ضباط القوات المسلحة من خلال ضابط أمن وحدتهم، ووضع علامات إستفهام ومتابعة على الضباط الحريصون على أداء الفروض في المساجد، أو الحديث المستمر عن الدين.لهذا لجئت الجماعة إلى إنشاء الخلايا النائمة داخل القوات المسلحة، التي تعتمد على إختيار شباب صغير - غالباً في نهاية المرحلة الإعدادية وبداية المرحلة الثانوية - وضمهم للجماعة دون إلزامهم بأية واجبات أو مظاهر تنم عن إرتباطهم بالجماعة، ودفعهم إلى صفوف الكليات العسكرية دون تكليفهم بأي واجبات أو مهام نهائياً، مع وجود قنوات إتصال متشعبة ومتعددة يصعب تتبعها، لضمان الولاء وبقاء الخلايا نائمة لحين الحاجة إليها، خصاة مع وجود لوائح وقوانين عسكرية تحظر العمل بالسياسة أو الانتماء لأى تيار، ما دام الضابط أو الجندى لا يزال بالخدمة، ولو تم اكتشاف ذلك يتم التعامل معه بشكل قانونى وإحالته للجنة تأديبية.وهذه الخلايا فردية تماما، تعتمد على إتصال متقطع بين الفرد داخل الخدمة والمسئول خارجها، حيث لا يعرف اثنان بعضهما البعض، في أقصى درجات الحيطة الأمنية، ويكلف الأعلى رتبة أحيانا بحماية الأقل رتبة متجاوزاً هذا الشرط في القضايا الهامة.ومع تصاعد الإتهامات لوزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بانتمائه للإخوان المسلمين خاصة مع تخرجه عام 77 في ظل أقصى مد للتيار الإسلامي ومع عدم إمكانية التأكد من صحة هذه المعلومة يبقى التاريخ ساخراً من كل من يرفضون تصديق أي وجود للجماعة داخل الجيش مع وصول عبود الزمر بكل ما عليه إلى منصب حساس في جهاز أمني رفيع المستوى كالمخابرات الحربية.
Published on August 22, 2012 14:47
No comments have been added yet.