وِشووو طارق أفنديييييييييييييييي؟مسرح الشوك السوري من إبداعات فن السخرية الذي شاهدته في دمشق منذ 43 سنة؛ عام 1969 بالتحديد، من لقطاته التي لا أنساها مشهد لجنود من عسس الليل الذين يجوبون الشوارع والطرقات والساحات يشمشمون على مواطنيين يعكرون عليهم صفو تجوالهم بعد منتصف الليل بـ "وين كنت؟" و "وين رايح؟" و"ليش متأخر؟" إلى آخر كل أسئلة البواخة الروتينية، وفي تصور إفتراضي لإنبعاث البطل طارق بن زياد من صفحات التاريخ ليتجوّل في عاصمة الدولة يقابله واحد من هؤلاء المُكدِّرين فيستوقفه بالفظاظة المعتادة: "إنتاااه منو إنتا؟ وليش هيك متخبّي في ها اللبس الشقلباظ؟ هاه؟ جاوب!"، وبكل الأدب مع الثقة يعرّف البطل التاريخي نفسه: "أنا طارق بن زياد"! وبالطبع، مع الجهل والغباء، لايملك قاطع السبيل سوى الرد بكل إستهانة واستخفاف وهو يهز كتفيه قالبا شفتيه: "وشوووو؟ طارق أفندييييي؟"!في مساحة التعليقات، المتاحة للتواصل مع الكتابة والكتاب، في بعض مواقع الشبكة العنكبوتية تتسلل نماذج مشابهة لتلك التي لا تتحرّج من جهلها بل تتباهى به كحالة : "و شوووو طارق أفنديييي؟"، ويتبدى عارض مرضها في السخرية السلبية التي لا يشبعها سوى إنزال الناس عن منازلها بالتسفيه المُفتري على الحق وبذل الجهد للحط من القدر والقُدرة، ولا يملك العاقل منا سوى أن يعرِض عن الجاهلين، ومنعا لفوران الدم أقول:"بناقص" قراءة التعليقات، طالما أننا لا نملك فرصة طارق بن زياد الذي وجد ملاذه بالفرار إلى صفحات التاريخ عازما على ألا يخرج منها ثانية أبدا!
Published on August 17, 2012 17:28