نبذ الفرقة

أول ما يحتاج له المسلمون في العالم هو نبذ الفرقة في ما بينهم قبل غيرهم، والتعايش مقدمة للتضامن، والقمة الإسلامية الاستثنائية المنعقدة هذه الأيام في مكة المكرمة أمامها تحديات كبيرة للتقدم خطوات في تحقيق ذلك.

لا يشكو المسلمون من قلة العدد، فهم من الأكثرية بين سكان العالم وحتى في عدد دوله، لكن العالم الإسلامي يشكو من الفقر والجهل والاستبداد، وفوق هذا أطماع خارجية تستهدف ثرواته وموارده الطبيعية. وما بين دعوة التضامن الإسلامي التي قادها الملك فيصل، رحمه الله تعالى، والقمة الاستثنائية التي دعا لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفقه الله تعالى، حدثت تطورات كبيرة، تضاعف العدد أو زاد على ذلك، لم يعد نشيد «من ستمية مليون من كل عشيرة ولون»، الذي كنا نردّده في طفولتنا صالحاً، تجاوزه تضاعف عدد سكان العالم الإسلامي، وبدلاً من أن يكون هذا عنصر قوة، أصبح ثغرة ضعف مع واقع مترد. وضرب ظهور «تنظيم القاعدة» الإسلام والمسلمين ضربات موجعة، فتح الأبواب للقوى الكبرى لتخطّط وتنفّذ وتستخدم، وأساء لصورة المسلمين والإسلام في العالم بشكل متجدد، يحرص الغرب على تغذيته لمزيد من ربط الإرهاب بالمسلمين والإسلام. والنفاق الغربي في هذا معروف لا يحتاج إلى مزيد من الشرح، إنما يجب الإشارة إلى أن الغرب خلال السنوات الماضية حرص على تسويق إسرائيل على أنها «الدولة اليهودية»!

الملف الساخن على طاولة قادة دول العالم الإسلامي هو ملف الأزمة السورية، كل صباح لا أخبار هناك إلا عن مزيد من سقوط القتلى، وتزايد عدد اللاجئين، وتدمير منظم يقوده نظام محشور، فهل يستطيع المجتمعون في مكة المكرمة توحيد الكلمة تجاه هذا الملف الدامي، وإخراج الشعب السوري من نفق الدماء، وما قد يتبعه من تشرذم وتقسيم يلوح في الأفق؟


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 13, 2012 15:20
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.