كونان وكريستي
خبر نشرته «الحياة» حرك الأشجان عن الحقوق وكفاءة الأجهزة الحكومية، والخبر لمواطن زار دبي وتعرض لسرقة بطاقته الائتمانية من عامل فندق هناك، السارق سحب ما لذّ وطاب، ولم يعلم المواطن بالسحوبات النقدية من حسابه إلا حين عودته إلى ينبع. ووفق الخبر، فإن المواطن فاضل السعيد قدم شكوى لمؤسسة النقد، قلت: «يصير خير»!، وبعد أن تركه البنك ينتظر ستة أشهر ردّ عليه بأن العملية صحيحة!
لكنه لم يكتف بذلك بل اتصل بشرطة دبي التي اهتمت بقضيته وقبضت على الجاني لتكتشف أنه سرق 52 بطاقة فيزا من آخرين، وطلبت منه الحضور وقدمت له خيارات عدة.
تخيل لو أن واحداً منا قدم مثل هذه الشكوى للشرطة في ينبع أو الرياض هل سيستقبله أحد؟ هذا يذكرني بخبر طريف نشر سابقاً عن استقبال الشرطة للشكاوى بالبريد الإلكتروني!
في بلادنا إذا أردت الحصول على حق لك لا بد من أن تتقمص شخصية المحقق كونان، إذا كنت من متابعي فيلم الكرتون ربما تستفيد من أفكاره، هذا بالنسبة الى الذكور، أما الإناث فيقترح عليهن تقمص شخصية أغاثا كريستي. واحدة من الزميلات الصحافيات صدمت سيارتها، وهرب الجاني أمام عينيها واستطاعت الحصول على رقم سيارته وأبلغت المرور، عاد الهارب ثلاث مرات إلى مسرح الحادث والمرور لم يصل بعد! وحينما وصل تم تطمينها بأنهم سيقبضون عليه، وخلال ثمانية أشهر من التعقب واللف والدوران لتقدير الحادث عند «شيوخ» الصناعية برسوم مخـــــتلفة، لم يصل المرور إلى صاحب مركبة رقمها لديه! وأصبحت الاتصالات بلا مجيب. تقمصت الزميلة شخصية أغاثا كريستي لتصل إلى موقع المتسبب في الحادث بنفسها وتقدمه للمرور على طبق من تعب، ولم يستغرب طلبهم «كروكي»! وعلى قولتهم: «أنت كريم وحنّا نستاهل»، لتحصل بعد فترة على 1500 ريال لا غير دون تعويض عن الأضرار الجسدية والنفسية من الحادث، أما المتسبب فله الستر والسلامة «ما أحد شافه». هذا وهي تعرف أحداً فماذا يفعل من لا يعرف أحداً؟
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

