الإعلام الشراكة لها ثمن!
لاحظ قراء أن بعض الصحف لم تذكر أسماء شركات أعلنت وزارة التجارة مخالفات لها! وفي جانب آخر، نبهت هيئة مكافحة الفساد، في إعلان، رجالَ الأعمال والمقاولين والموردين من الوقوع في الشبهة، نتيجةً لإعلانات التهاني التي ينشرونها احتفالاً بتعيين مسؤولين. أيضاً هيئة الغذاء والدواء كان لها حضور مختلف، إذ لاحظت نشر «مقال إعلاني» لمستشفى د. سليمان الحبيب في صحيفة «الجزيرة» بعنوان «الحبيب يوفّر أول دواء بالفم لعلاج التصلّب اللويحي المتعدد». وجاء في رد نشرته الصحيفة لنائب رئيس الهيئة لقطاع الدواء، مطالبته بإيقاف مثل هذه الإعلانات «لكون ما تم نشره في المقال الإعلاني المذكور من معلومات ليست دقيقة علمياً، إضافة إلى عدم توضيح ما يترتب على الاستخدام المباشر للمستحضر من آثار جانبية وخطورة على صحة المريض» انتهى الاقتباس.
ونلاحظ هنا تقدماً رسمياً في مقابل جمود بعض الصحف على واقعها القديم، إنه ثمن تداخل الإعلان والعلاقات العامة أو طغيانهما على مهنة الصحافة. ولا يعقل أن تطالب الصحف من خلال كتاب وأخبار وتحقيقات، بمواجهة سلبيات تساعد هي على انتشارها! الإعلان واضح، والخبر أوضح، وبينهما منطقة رمادية لا تخفى على عين الخبير، وكل منتمٍ أصيل لمهنة الصحافة يعرف الفرق ويرفضه.
من واجب وسائل الإعلام، والصحافة على وجه أخص، أن تكون عوناً وسنداً، فلا بد من عملية إصلاح داخلية تعيد للمهنة أصالتها ودورها الحقيقي، ومع ذلك يمكنها أن تحقق الأرباح.
ولمعلومية هيئة مكافحة الفساد، فإن بعض مسؤولين يصرّون، أو يتوسّطون لتعيين مراسلين محددين لنقل أخبارهم وأخبار أجهزة يديرونها، ويأتي الأمر بصورة مباشرة، بالاتصال برئيس التحرير، أو بطريقة غير مباشرة، وفي العادة يكون هؤلاء «المراسلون»، من جماعة «أكمل الفراغ الآتي»، الفاكس هو الجهاز الوحيد الذي يتوسدونه، فهل ترى «نزاهة» في هذا الأمر شبهة؟
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

