إذن، فليس بكثرة الإطّلاع يستطيع الإنسان أن يلمع، (وإن كان هذا ليس ضد الإطّلاع)، لأن هناك كلام للقديس باسيليوس يقول فيه كيف أن الإنسان بالروح القدس يقرأ الآداب الوثنية ويتعلم منها الحكمة، وليس بكثرة المعرفة، وإنما بالتمييز. ولذلك فإن التمييز بين الصواب والخطأ، أو الإفراز هو أحد الأعمدة الأساسية للمعرفة الروحية، إذ يُشرق الحقُّ على القلب فيرى الإنسانُ الحقَّ من دون برهنةٍ أو استدلال.
وأحيانًا يسير في طريق البرهنة ثم تتوقف البراهين. وهنا تكون البراهين قد بطَّأت أو خفضت من حدة الشكوك. فينتقل الإنسان...
Published on June 13, 2025 12:37