"محدّش بيكتبها بالسّاهل"!طيّب: أنا أجلس أمامك ياآلة الكتا...
"محدّش بيكتبها بالسّاهل"!
طيّب: أنا أجلس أمامك ياآلة الكتابة مبتهلة إلى الله أن يرزقني، بحوله وقوّته، القدرة على تحويل زحمة دماغي إلى قول مفيد؛ فائدته الأولى أن ينجيني من سكتة أو جلطة دماغية، فمصر التي في خاطري وفي دمي صعبانة عليّ وقد اختلط حماس ثوارها المخلصين بتكالب النشالين والنصابين، يدفعونهم جانبا ليتمكنوا من احتلال سرير الثورة ذئابا يتلمظون لالتهامها واقصاء جنودها، جبرا وجورا،عن ساحة العطاء المرجو لنهضة البلاد.
إن الذين تربوا وترعرعوا في أحضان حقب الإستبداد والدكتاتورية العسكرية في أشرس أحوالها أتقنوا على مدى السنوات والعهود حرفة التدليس؛ بتسمية الأشياء بغير حقيقتها والجدل بالباطل ليدحضوا به الحق، لا يتوانون لحظة عن انتهاز الفرص لإدخال بغلهم قسرا في الإبريق بأي شكل وبكل حيلة ولا يتوقفون بنفس الوقت عن رمي غيرهم بالتكويش و"الفاشيستية الدينية".
تقرأ لمن يكتب مؤيدا الفريق أحمد شفيق بحيثية أنه: "صاحب المرجعية العسكرية التي تقدّر معنى الضبط والربط"، لأن "الشعب يريد الاستقرار والانضباط بعد عام ونصف من التمرّد"؛ نعم هكذا جاءت الصياغة بنعت الثورة الشعبية المصرية الباسلة بـ "التمرد"! والمدهش أن هذا الكلام، المطالب بوضوح بـ "الفاشستية العسكرية"، لايخجل من ترديد كلمة "الديموقراطية" يلوكها في كل إتجاه كأنه يمسح بها البلاط ويمرمط بها الأرض! (راحع مقال دكتورة هدى عبد الناصر بجريدة الأهرام السبت 2 يونيو 2012، ص 12).
"لو شاف الجمل سَنمه كان وطّّى عليه قطمه"، مثل شعبي مصري ينطق سَنام الجمل "صَنمه"، بمعنى لو رأى الجمل قبح حدبة ظهره لانحنى يقضمها! لكن أنّى للأحدب أن يستقيم له قوام من دون أن يقر أولا بأنه أحدب يحتاج بالضرورة لعملية تغيير دقيقة تشدّه إلى الإستقامة الصالحة؟
لا أعرف معنى لمجموعة مصطلحات مفتعلة إبتلتنا بها مهارات السفسطائيين؛ ما معنى "الإسلام السياسي"؟ ما معنى "الفاشستية الدينية"؟ ما معنى "دولة المرشد"؟ هذه كلها تنابزات، أي شتائم، من خصوم لا يرتضون بـ "آخر" يحيل أمره إلى مرجعيته الإيمانية التي تحرص على ألا تجعل "هذا القرآن مهجورا"! لا شئ هناك اسمه "إسلام" سياسي وغير سياسي؛ "الإسلام" هو إسلام الوجه لله سبحانه وحده لا شريك له، فكيف أسلم وجهي لربي وأنا "فاشستي"؛ أي وأنا ظالم للناس قاهرا لهم ذابحا قاتلا طاغيا مستبدا؟ هكذا بالعقل: كيف لمن يعاهد ربه بأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين أن يكون خصم عهده في الدنيا والآخرة؟ إن خيانة العهد لا تخوّل للخائن ربط خيانته بالدين، ثم ما معنى "إسلاميين"؟ هناك: "مسلمون" ومفردها "مسلم".
وكيف يحق للمستريب إدعاء دولة لـ "المرشد" ولا يقر بأن هناك دولة لـ "رئيس الحزب"؟
وكيف حدث أن صارت المرجعية الدينية الإيمانية وصمة، على صاحبها أن ينفيها أو يتبرأ منها، بينما يتباهى غيره بأنه، والحمد للشيطان، تابع لمرجعيات ما أنزل الله بها من سلطان؟
عنت الوجوه لك يا حي ياقيوم وقد خاب من حمل ظلما.
طيّب: أنا أجلس أمامك ياآلة الكتابة مبتهلة إلى الله أن يرزقني، بحوله وقوّته، القدرة على تحويل زحمة دماغي إلى قول مفيد؛ فائدته الأولى أن ينجيني من سكتة أو جلطة دماغية، فمصر التي في خاطري وفي دمي صعبانة عليّ وقد اختلط حماس ثوارها المخلصين بتكالب النشالين والنصابين، يدفعونهم جانبا ليتمكنوا من احتلال سرير الثورة ذئابا يتلمظون لالتهامها واقصاء جنودها، جبرا وجورا،عن ساحة العطاء المرجو لنهضة البلاد.
إن الذين تربوا وترعرعوا في أحضان حقب الإستبداد والدكتاتورية العسكرية في أشرس أحوالها أتقنوا على مدى السنوات والعهود حرفة التدليس؛ بتسمية الأشياء بغير حقيقتها والجدل بالباطل ليدحضوا به الحق، لا يتوانون لحظة عن انتهاز الفرص لإدخال بغلهم قسرا في الإبريق بأي شكل وبكل حيلة ولا يتوقفون بنفس الوقت عن رمي غيرهم بالتكويش و"الفاشيستية الدينية".
تقرأ لمن يكتب مؤيدا الفريق أحمد شفيق بحيثية أنه: "صاحب المرجعية العسكرية التي تقدّر معنى الضبط والربط"، لأن "الشعب يريد الاستقرار والانضباط بعد عام ونصف من التمرّد"؛ نعم هكذا جاءت الصياغة بنعت الثورة الشعبية المصرية الباسلة بـ "التمرد"! والمدهش أن هذا الكلام، المطالب بوضوح بـ "الفاشستية العسكرية"، لايخجل من ترديد كلمة "الديموقراطية" يلوكها في كل إتجاه كأنه يمسح بها البلاط ويمرمط بها الأرض! (راحع مقال دكتورة هدى عبد الناصر بجريدة الأهرام السبت 2 يونيو 2012، ص 12).
"لو شاف الجمل سَنمه كان وطّّى عليه قطمه"، مثل شعبي مصري ينطق سَنام الجمل "صَنمه"، بمعنى لو رأى الجمل قبح حدبة ظهره لانحنى يقضمها! لكن أنّى للأحدب أن يستقيم له قوام من دون أن يقر أولا بأنه أحدب يحتاج بالضرورة لعملية تغيير دقيقة تشدّه إلى الإستقامة الصالحة؟
لا أعرف معنى لمجموعة مصطلحات مفتعلة إبتلتنا بها مهارات السفسطائيين؛ ما معنى "الإسلام السياسي"؟ ما معنى "الفاشستية الدينية"؟ ما معنى "دولة المرشد"؟ هذه كلها تنابزات، أي شتائم، من خصوم لا يرتضون بـ "آخر" يحيل أمره إلى مرجعيته الإيمانية التي تحرص على ألا تجعل "هذا القرآن مهجورا"! لا شئ هناك اسمه "إسلام" سياسي وغير سياسي؛ "الإسلام" هو إسلام الوجه لله سبحانه وحده لا شريك له، فكيف أسلم وجهي لربي وأنا "فاشستي"؛ أي وأنا ظالم للناس قاهرا لهم ذابحا قاتلا طاغيا مستبدا؟ هكذا بالعقل: كيف لمن يعاهد ربه بأن صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين أن يكون خصم عهده في الدنيا والآخرة؟ إن خيانة العهد لا تخوّل للخائن ربط خيانته بالدين، ثم ما معنى "إسلاميين"؟ هناك: "مسلمون" ومفردها "مسلم".
وكيف يحق للمستريب إدعاء دولة لـ "المرشد" ولا يقر بأن هناك دولة لـ "رئيس الحزب"؟
وكيف حدث أن صارت المرجعية الدينية الإيمانية وصمة، على صاحبها أن ينفيها أو يتبرأ منها، بينما يتباهى غيره بأنه، والحمد للشيطان، تابع لمرجعيات ما أنزل الله بها من سلطان؟
عنت الوجوه لك يا حي ياقيوم وقد خاب من حمل ظلما.
Published on June 05, 2012 09:55
No comments have been added yet.