ملامح : جنون النخيل

قصص “جنون النخيل” للكاتب البحريني عبدالله خليفة هي واحدة من أعماله الأدبية المميزة التي تعكس أسلوبه الفريد في السرد والتعبير عن الواقع الاجتماعي والثقافي. تتميز القصص بأسلوبها السردي الذي يتناول الأحداث بطريقة توليدية، حيث تتحكم زاوية الرؤية في سرد الأحداث وتتشابك مع محكيات خرافية وذاكرة أسطورية1.

يستخدم الكاتب شخصية البطل (ضمير الغائب: هو) ويستبدلها بشخصية رئيسة أخرى مستترة، وهي النخيل كرمز يتحرك في البنيتين: السطحية والعميقة، متملصًا من ميكانيزماتها إلى مكوناته الفجوية لحظة الانفجار والزلزلة2تعكس المجموعة عالمًا إشاريًا يعكس بناؤه الداخلي صورة متماسكة لانقطاعات البنية السطحية المنتشرة كحدث في حدث وكمحكي حاضر غائب لا تجمع أشكالاته غير نقاط المفارقة1.

تُكوّر المجموعة نصوصها بين حدين، مبتدئة بقصة “بعد الانفجار” ومثقفة أبعاد الحياة والموت، الحلم والماضي واللحظة الحدثية عبر عناوين مثل “الموت الأكثر من مرة واحدة”، “الإخوان”، “شهوة الدم”، “ياقوت”، “جنون النخيل”، “النوارس تغادر المدينة”، “رجب وأمينة”، “عند التلال”، “الأم والموت”، “النفق”، وتختتم بقصتها الأخيرة “الميلاد”، مستكشفة بذلك تحركات الذات على الأرض1.

تُعد “جنون النخيل” تجربة أدبية غنية تجمع بين الواقعية والخيال، وتقدم للقارئ فرصة للتأمل في العلاقة بين الإنسان والطبيعة والتاريخ والذاكرة، مما يجعلها عملاً لا يُنسى في الأدب البحريني.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 01, 2024 19:42
No comments have been added yet.