مستقبل مظلم

هواجس لدي تؤكدها قصة...
إن السرعة التى بات يسير بها هذا العالم تبعث على الخوف وهو يسير إذ يسير يوماً بعد يوم فيزيد اقتراباً من الرذيلة والانحلال، القيم تتحطم، والأخلاق تموت، والطيبون قلة. إني أنظر حينما أنظر إلى هذا العالم نظرة نوستاليجية حزينة أحن بها إلى ماضٍ ليس ببعيد وأحزن لهذا الحاضر، وأرقب القادم من الأيام بشىء من الريبة والتوجس.

فى قصته "أمي والكارثة الكونية" التى نشرت فى مجلة الثقافة العربية العدد 532 يحكي الكاتب السعودي "خالد السعيد الداموك" قصة خيالية علمية تدور أحداثها عن كوكب عملاق فى مجرة قريبة انفجر فأحدث خللاً فى النظام الكوني، وبسبب اختفاءه هذا اضطربت الكواكب فى نظام جاذبيتها، وأخذت تتهاوى لأسفل بلا توقف ومعها الأرض..

ماذا حدث بعد ذلك؟
يقول الكاتب عن ذلك "على الأرض شعرنا باختلافٍ فى التوقيت مع هذه الكارثة، فالأرض راحت تدور على محورها وعلى الشمس بسرعةٍ مخيفة أصابتنا فى الأيام الأولى بالدوار، ولكننا سرعان ما اعتدنا عليها، ونتيجة لهذا الدوران المتسارع، فإن اليوم تقلص وأصبحت الشمس تمرق فى السماء كرمية، لم يكن يستغرق وجودها فى السماء سوى لحظات منذ شروقها وحتى غروبها قبل أن تختفي ليلاً للحظاتٍ أخرى ثم تعود للظهور بسرعة"

الفرضية العلمية…
الفرضية العلمية التى بنى الكاتب قصته عليها هي أن الكوكب سيستمر فى السقوط وبالتالي فى سرعة دورانه حول محوره وحول الشمس حتى تصل سرعة دورانه إلى سرعة الضوء أو تقاربها وتلك سرعة يتوقف الزمن فيها. تلك الفرضية أصابت جموع العالم كله بالهلع حسب ذكر الكاتب فى القصة، وهذا يشابه ظني أنا الآن فأنا أرى أن العالم كلما توغل فى الرقمنة وانخرط فى حياته التقنية السريعة زاد انحلاله، ودمرت قيمه، وضاعت الأخلاق فيه فهو يسرع إذ يسرع نحو أجله وليس العكس، ولنا فى هذه الأيام عبرة فهي مقياس للقادم، ومنبهاتٍ لما سوف يحدث وما لا أرجوه أن يحدث. مستقبل أحسه قاتم ومظلم، مستقبل لعلي أكره قدومه.
# مستقبل مظلم 2021/3/3
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 06, 2024 02:35
No comments have been added yet.


أحمد ابوسيف

أحمد ابوسيف
مواليد الخامس من يوليو عام 1999 كاتب مصري شاب ..
Follow أحمد ابوسيف's blog with rss.