القارئ المتعجل
يقول عن الكتاب الذي قام بقراءته للتو أنه قد أنهاه فى جلسة أو جلستين، ويلمح أن وقت قراءته لهذا الكتاب هو أقل بكثير من الوقت المفترض قراءته فيه. يظن بذلك أنه قد أحسن صنعاً، وهذا خطأ.
لماذا خطأ ؟
المعلومة تحتاج لوقت كي تهضم، والكتاب يحتاج لجلسات عدة من القراءة كي يطول مكوثنا معه… الحالة التى نشعر بها عند قراءة كتابٍ ما يجب أن تطول، نتوقف عند الأشياء الهامة، نفكر فيها، نناقشها، ونتخيلها.. لا يكفينا كقراء أننا علمناها وفقط بل يجب أن ندعها تتفاعل مع خلايا أدمغتنا،
ومن ثم… ؟
نعرضها على الناس بالحديث أو الكتابة ونناقشها معهم، ان لم نجد شخص نناقش معه ما قرأناه نناقشه على الأقل مع خيالٍ وهمي. تريد أن تبرهن بسرعة قراءتك للكتاب على دسامته وطعامته بينما كان الأجدر بك _ هذا ان كان ما قرأت بحق دسم وطعم _ أن تتريث عليه، تمضغه ببطء، تهضمه، وتدع لحظات متعتك به تطول لا أن تدعه يمر على حواسك سريعاً كما لو كان لقيمة سريعة تسد بها جوعك فى وسيلة مواصلات بل اجعله الوجبة التى يكافئونك بها عند العودة إلى البيت بعد غياب طويل.
# الكتاب الطازج 2021/1/9
Published on January 06, 2024 01:18