3 أيام في بينالي البندقية

[image error]
بينالي البندقية…رحلة بالقوارب إلى عاصمة الفنون المعاصرة



اليابانية تابايمو تقهر ضفدع الفيلسوف الصيني جوانغ زي، وورود «يونغ لي» تغني وتفترس، ومطبعة «بولتنسكي» تنجب أطفالاً، وفلك رجاء وشادية عالم يسطع في فضاء الأرسنالي

 
بينالي البندقية المكان الوحيد في العالم الذي لا يحتاج إلى خريطة. آلاف الزوار الذين يقصدونه زرافات ووحداناً من كل أنحاء العالم يتركون الخرائط المعروضة أمام البوابات خلفهم. بوصلتهم هي الأعمال الفنية التي تجعلهم يرددون أمام كل عمل فني «واااااو» سواء كانوا صينيين أو سعوديين، دانماركيين أو أندونسيين. يقول الصحفي ريتشارد دورمنت في الديلي تلغراف، إن «البينالي»: «يمتلك لغة خاصة يجيدها ويفهمها الجميع. عند زيارته لا تحتاج إلى مترجم أو دليل أو خريطة. تحتاج فقط إلى أن تجلب معك كل حواسك لتتمتع بكل لحظة، وبكل عمل في أروقته».

وإذا كانت كأس العالم لكرة القدم تضم أفضل 24 منتخباً لكرة القدم، فإن البينالي يحتضن في دورته الحالية الرابعة والخمسين، التي افتتحت في الرابع من يونيو وتنتهي في 27 نوفمبر من العام الجاري، 89 دولة. وتمثل المشاركة في البينالي حلم أي فنان. تعد ليزا فريمان، الخبيرة في الفنون المعاصرة، أن الفنان الذي ينال شرف المشاركة في «البينالي» كالذي يحصل على جائزة نوبل. 
إن السعادة لا تغمر الفنانين المتواجدين في البندقية فحسب، بل حتى الزوار الذين ينتظرون سنوات عديدة حتى تتاح لهم فرصة حضور هذه الأولمبياد الفنية التي يبلغ عدد زوارها نحو 3 آلاف يومياً. فالياباني هيشو يوشيرو انتظر وزوجته 11 عاماً حتى استطاعا توفير ثمن الرحلة والإقامة في البندقية لحضور البينالي لمدة أسبوع.
البينالي رقم 54 الذي يقام تحت عنوان «إضاءات» يشعل الضوء في داخل كل شخص فينا، سواء كنا فنانين، أو أشخاصاً عاديين. يحرضنا ويستفزنا ويلهمنا. إنه يضيء الجوانب المعتمة في دواخلنا. إنه ليس رحلة بجوار أعمال تركيبية وفنية مذهلة، بل رحلة تلامس شغاف القلوب، وتحرك الوجدان والأبدان.
هنا سأستعرض ثمار رحلة قصيرة إلى البينالي استغرقت ثلاثة أيام بصحبة الألوان والنوارس، وصهيل القوارب الصغيرة التي تسبح في قنوات وعروق البندقية.
الطفل الرهيب

جناح ألمانيا مسرح للدهشة. فور أن تدخله ستشغلك ثلاث شاشات ضخمة تعرض ثلاثة أفلام متفرقة في وقت واحد. المؤثرات الصوتية والضوئية التي تتداخل مع بعضها وتملأ الجناح صنعت فيلماً رابعاً لا يقل إثارة عن البقية. ستحتار ماذا تشاهد وماذا تترك خلفك. لكن ستتخذ القرار نفسه الذي اتخذه الزائر الذي سبقك، والآخر الذي سبق من سبقك، وهو أنك ستلتهم الثلاثة أفلام الواحد تلو الآخر. ففي البينالي لا مجال للتفريط في أي مشهد. وستختتم جولتك بتصفح أثاث الجناح الذي يرتدي أزياء مسرح كلاسيكي عتيق. مسرح مطلي بوجوه موسيقيين ومسرحيين ألمان عظماء كبيتهوفن، وباخ وفريدريش شيلر يلوحون بأيديهم نحوك. هذا المزيج المدهش من الأفلام والموسيقا والثقافة والمسرح والصور لا يستطيع أن يقدمه بهذه الحساسية والمهارة سوى شخص واحد. هذا الشخص هو الفنان الألماني الراحل كريستوف شلينغنسيف، متعدد المواهب، الذي كرمه وطنه باستعراض أعماله في بينالي البندقية 54. شلينغنسيف المخرج السينمائي والمسرحي والأوبرالي، الذي توفي في أغسطس عام 2010م عن عمر يناهز 49 عاماً، إثر إصابته بسرطان في الرئة ملأ رئات الزوار بعطر أعماله في فينيسيا. يقول الموسيقي الفرنسي، برينارد تشاروي، الذي كان يحمل كاميرتين فوق كتفه، ويصور كل شيء في الجناح الألماني حتى أحذية الموسيقيين الذي ينتشرون بسخاء في أنحاء المعرض وشرايينه: «هناك شيء لا أستطيع أن ألتقطه هنا. هذا العطر الذي يفوح من هذه الأعمال التي تركها كريستوف وذهب».
[image error]

المخرج كريستوف شلينغنسيف


القاسم المشترك بين أعمال شلينغنسيف هو رائحتها. فرائحة النبل تتدفق من مشاهدها. يعالج في جل أعماله الفقر والعنصرية والبطالة بطريقة فنتازية لا تشاهدها فحسب، بل تتأملها وتستنشقها وتبكي إثرها ومعها. استعرض الجناح عملاً مسرحياً خلاباً لكريستوف بعنوان: «فرصة 2000» قدم فيه رؤية درامية عن العاطلين عن العمل بطريقة مؤثرة. رصد دموعاً يذرفها العاطلون من عيونهم ومن أفواههم ومن أصابعهم. أنتج بروفايلاً تصويرياً باذخاً أسماه: «100 عام مع أدولف هتلر، الساعات الأخيرة في قبو الفوهرر» اتسم بالبساطة والتعقيد. أحياناً تعتقد أنك أمام معادلة رياضية، وأحياناً أخرى تحسبك تستمع إلى نهر يتدفق.
يعشق «الطفل الرهيب»، كما يحلو للنقاد الألمان مناداة كريستوف، التقشف في استخدام الألوان سواء في أفلامه أو ملابسه. يعتقد أن وفرتها في العمل يعد تبذيراً للتركيز وفقراً في الإبداع، لذلك تكتفي أعماله بألوان قليلة، لكنها تزدهر بقصص غفيرة.
وقد اضطرت الفتيات الألمانيات اللاتي يحرسن الجناح بابتساماتهن إلى توفير دفتر آخر للضيوف، لتسجيل آرائهم بعد أن امتلأ الأول، ذو المئة صفحة عن بكرة أبيه، بعد أيام قليلة من افتتاح البينالي. تقول فتاة فيتنامية في الدفتر الجديد مخاطبة، أينو لابرينز، زوجة الفنان الراحل التي ساهمت في جمع أعماله وعرضها في الجناح: «أحسدك… أحسدك… إنه فنان هائل. غيرني بعد ساعة قضيتها بجوار أعماله، فكيف بكِ أنت التي قضيت سنوات بجواره».
وشكر فنان ألماني المخرجة سوزان جينشيمر، التي كان لها اليد الطولى في هذا الجناح، قائلاً:«كريستوف يمخر عباب قلوب جديدة في فينيسيا العائمة. أنت السبب يا سوزان».
بلاتيني الفن
[image error]

يرى بولتنسكي أن أطفال اليوم ينبتون في بيئة ميكانيكية رتيبة


إذا كان الجناح الألماني بدا كمسرح أوبرا، فإن الجناح الفرنسي ظهر كمطبعة صحيفة ورقية. لكنها لا تطبع الصحف والمجلات، وإنما الأطفال. فقد برع الفرنسي كرستيان بولتنسكي في تقديم عمل يثير الأسئلة بعنوان «فرصة». ويُظهر كيف أصبحت الحياة ميكانيكية. ينمو الأطفال في بيئة تجعلهم يتوارثون عادات متشابهة. تجعلهم يصبحون نسخاً متكررة وإن اختلفوا قليلاً. جودة العمل لا تشعرك في لحظة واحدة أنك في جناح فني بل في مطبعة حقيقية من خلال أوجاع الورق، وصراخ المكائن. بولتنسكي لم يحصل على أية شهادة في الفنون. اعتمد على تدريب نفسه بنفسه، من خلال اطلاعه الخاص. كان يدخل المتاحف والمعارض بتذاكر متسخة يلتقطها من أكياس النفايات بجوار المراكز الفنية. بدأ رساماً تشكيلياً في عام 1958م، ثم اتجه لإنتاج الأفلام القصيرة في الستينيات. أما في السبعينيات فقد كرس جل وقته لصناعة مجسمات ومنحوتات بمواد مختلفة. تارة بالطين، وتارة أخرى بالسكر والقماش. كان هدف بولتنسكي هو صناعة شيء جديد. لا يدري بولتنسكي ما هو، لكن يعلم أنه في الطريق إلى اكتشاف هذا الشيء. في مطلع الثمانينيات انشغل بالصورة الفوتوغرافية. انكب على الصورة المظلمة. ركز على الظل وانصرف عن الأصل. بدأ يستكمل بعض الصور بريشته. خرج بأعمال غير مألوفة. تطور هذا الاهتمام لديه وصنع معارض تتركز على هذا الاتجاه. مؤخراً انشغل بالأطفال ونموهم وتشابههم والحياة الرتيبة التي يعيشونها حسب فلسفته.
إن مشاركة بولتنسكي في البينالي تعكس انغماسه بتجربته الجديدة المليئة بالأطفال وبيئتهم. ربما في العقد القادم سيكون لبولتنسكي «66 عاماً» معرضاً آخر في مكان آخر، لكن سيكون حتماً في موضوع مختلف. مختلف كلياً. فبولتنسكي يمقت النمطية ويهوى التغيير. هذه المفردة لا يرددها بل يكرسها في كل مشاركة جديدة له. إنه مثل ابن جلدته «بلاتيني»، لاعب الكرة الشهير، لم يركن لإبداعه في التسجيل من الكرات الثابتة. فهو يسجل بالرأس وبالصدر إذا تطلب الأمر ذلك!
ورود مثيرة
[image error]

الورود: الجنود الملائكة، على طريقة الكوري بايك يونغ


الفنان بايك يونغ لي فرش جناح كوريا بالورود. ما بين وردة ووردة هناك وردة. الجميل في ورود بايك أنها تتحرك. وأحياناً تقتل. بايك المعروف بمواهبه المتعددة في الرسم والنحت والكتابة يؤمن بأن بعض الورود عنيفة. قد تلتف حولك وتخنقك. لذلك وضع وروداً في أرجاء الجناح تفترس وأخرى تغني.
عندما اختار مجلس الفنون الكوري الفنان بايك يونغ لي ليصبح ممثلاً رسمياً لكورياً في بينالي البندقية استحم في اليوم التالي بقصاصات من الأخبار التي نشرتها الصحف عن اختياره. بايك يحول كل شيء حوله إلى مادة قابلة للنشر والتصوير. حصد بايك إعجاباً كبيراً في بلاده خلال مشاركته في مهرجاني غوانغجو وبوسان. كتب أحد المعجبين به في صفحته على الفيس بوك: «إنه مصنوع من الألوان».
فلسفة الضفدع
[image error]

الفنانة اليابانية تابايمو في عمل فلسفي


ولا يقل الجناح الياباني إثارة عن الكوري، فالفنانة اليابانية الشابة، تابايمو «36 عاماً» استطاعت أن تنتصر لخيال الضفدع. وأعادت قراءة المقولة الشهيرة للفيلسوف الصيني جوانغ زي، عاش في القرن الرابع قبل الميلاد، التي قال فيها: «الضفدع في البئر لا يستطيع تخيل ما يجري في المحيط» عبر عمل تركيبي متعدد التقنيات يجسد قدرة الضفدع على رؤية السماء بوضوح والتي بدورها تعكس ما يجري في المحيط بكل دقة.
فالسماء هي مرآة الماء حسب تابايمو. وأدهشت تابايمو الجمهور الكبير الذي زار الجناح الياباني بعملها الفلسفي الذي استخدمت فيه الكثير من الخامات والتقنيات والألوان بمهارة فائقة وتناغم فريد. ولم تستطع الفنانة الشابة التي أطلت في الجناح بفستان بسيط إخفاء دموعها وهي تشاهد الزوار يصورون عملها ويصفقون لها. انحنت لهم وودعتهم بابتسامة مبللة بدموع فرحها.
إسطنبول القديمة
[image error]

منازل اسطنبول برؤية الإنجليزي مايك نيلسون، الصورة من الجارديان


من مفاجآت البينالي الجناح البريطاني الذي تصدى له الفنان مايك نيلسون «44 عاماً» ببراعة. نقل منزلاً إسطنبولياً بذكاء إلى البندقية. غرفة المعيشة، وغرفة النوم، والدرج، والأواني المنزلية. إعجاب الزوار بالجناح والفكرة يجسده الطابور الطويل الذي يقلك إلى داخله. الانتظار يصل إلى نصف ساعة حتى يتسنى للزائر الوصول إلى المدخل الرئيس. الخارجون من المنزل يربتون على أكتاف الداخلين قائلين: «إنه يستحق الانتظار». لكن قبل الدخول يستوقفك أحد المنظمين قائلاً: «أرجوك، لا تلمس أي شيء من المقتنيات. احترس، إن السقف منخفض، والمصابيح قابلة للكسر. الغبار، يسود المكان». سألته: «كم تستغرق الجولة». فأجابني: «حسب تأملك واهتمامك» .
هناك من يقضي 5 دقائق. وهناك من لا تكفيه 3 ساعات متواصلة». شخصياً، أنفقت ربع ساعة متجولاً بين أركان المنزل الذي لا ينقل أسطنبول القديمة إلى البندقية، بل ينقل الكثير من المنازل العربية بطقوسها وشخوصها وأثاثها. يقول الصحفي البريطاني، ريتشارد دورمنت، الذي يكتب للديلي تلغراف البريطانية: «إن هذا الجناح من أجمل الأجنحة التي شاركت فيها بريطانيا. ربما ينافسه جناح عام 1995م. إن الفكرة ساحرة والتنفيذ عظيم. أرشحه للحصول على جائزة في البينالي»«التلغراف، 31 مايو، 2011م». لكن لم يحصل نيلسون على جائزة كالعادة. فسوء الحظ ما زال يلازمه، إذ كان أحد المرشحين مرتين للحصول على جائزة تيرنر، أهم وأرفع جائزة في الفنون المعاصرة البريطانية التي تمنح الفائز بها 25 ألف جنيه استرليني، بيد أنه لم يحصل عليها حتى اللحظة.
رياضيو أمريكا
[image error]

الجناح الأمريكي...تحالف الدبابة مع الرياضي


وأمام الجناح الأمريكي يسير الرياضي دان أوبراين الحاصل على ذهبية العشاري في أولمبياد أطلانطا عام 1996م، فوق جهاز الجري الثابت «تريد ميل» المثبت على دبابة عسكرية. وعلى بعد خطوات من الدبابة تبدو مواطنته بطلة العالم في الجمباز تشيلسي ميميل تقفز بين كراسي متفرقة وضعها الفنانان جنيفر ألورا وجيليرمو كازاديلا اللذان فازا بتصميم الجناح الأمريكي في دورة البينالي الجارية.
تقول القيّمة على الجناح الأمريكي، ليزا فريمان، عن جنيفر ألورا وجيليرمو كازاديلا «إنهما يستخدمان الرموز الشهيرة في دورات الألعاب الأولمبية وغيرها من المسابقات الرياضية الدولية في أطر وصيغ جديدة».
وقد أدى هذا التوجه إلى جذب الكثير من الزوار إلى الجناح الأمريكي الذي تدفق عليه الزوار من كل فج عميق لمشاهدة أعمال لورا وكازديلا الممتزجة بأداء خلاق لرياضيين حفروا أسماءهم في الذاكرة عبر إنجازاتهم.
تقول الصحفية البرازيلية ميريتا قوانزالي إن الازدحام الكبير حول الأعمال الأمريكية محير «هل هو من أجل الفكرة أم الرياضيين؟ مهما كان السبب أعتقد أنها محاولة جديرة بالتأمل والنقاش».
 الفلك الأسود
وفي جناح السعودية، التي تشارك للمرة الأولى، يلمع الفلك الأسود، للشقيقتين شادية ورجاء عالم. ولم تخف رجاء عالم سعادتها بفوزها وشقيقتها شادية بتمثيل المملكة في مشاركتها الأولى بالبينالي. تقول: «إنه حلم». رجاء التي بدت مبتسمة ومبتهجة بأصداء مشاركتها بالبندقية وهي تتناول طعام العشاء في فندق ويستن أوروبا العائم تشير إلى أنها «فخورة جداً بالمشاركة في هذه التظاهرة الفنية الحاشدة وستظل ترافقها طوال حياتها» رجاء التي حصلت قبل شهور قليلة على جائزة البوكر العالمية في الرواية العربية عن روايتها «طوق الحمامة» تكاد تعد عام 2011م «أهم عام في حياتها» بمناسبة فوزها مع شقيقتها بالمشاركة في البينالي وحصولها على البوكر. وتعتقد رجاء أن مشاركتها مع شقيقتها شادية في عمل واحد منحه «وهجاً إضافياً».
إن الجميل في الشقيقتين هو أنهما لا يكملان جمل بعضهما فحسب بل يضيفان إلى بعضهما حتى في أعمالهما الفنية سواء المشتركة أو الفردية. فعندما تقوم رجاء بكتابة رواية تراجعها شادية وتسجل ملاحظاتها عليها وتعمل رجاء على الأخذ بها. وإذا قامت شادية برسم لوحة أو التقاط صورة أو صنعت مجسماً لا تتردد رجاء في إبداء وجهة نظرها حولها والتي تأخذها شقيقتها بعين الاعتبار. وتتميز الشقيقتان بأعمالهما التي تحمل الصبغة العالمية. فشادية شاركت في معارض فنية عدة في سيول ولندن وليل وأسطنبول وبون. ونالت أعمالها الكثير من الاهتمام والتقدير حول العالم. في المقابل، ترجمت رواية خاتم لرجاء إلى الإسبانية، كما نقلت روايات عدة لها للإنجليزية والفرنسية كفاطمة وألف ليلة وليلتي. يقول ستارت إن ترحالهما المستمر واطلاعهما على الأعمال العالمية جعل عملهما يحمل «روحاً عالمية تلامس الجميع».
[image error]

الفلك الأسود كما بدا في بينالي البندقية


وترتكز فكرة الفلك الأسود (فيديو) على عقد مقارنة فنية بين مكة المكرمة والبندقية. حمائم مكة المكرمة تقابلها طيور النورس في البندقية. وهدير المياه في البندقية، يعيدك إلى تهاليل ملايين الناس الذين يؤدون شعائرهم الدينية في مكة المكرمة. وتشترك كلاهما في أجواء تتسم بالحميمية والسلام.

وتصف منى خزندار، مديرة المعهد العربي في باريس، عضو لجنة اختيار ممثل السعودية في البينالي، الفلك الأسود من رؤية فنية قائلة: «شكل بيضوي فولاذي مصقول، ينتصب كمرآة عاتمة، ساطعة من جانب ومخفية من الجانب الآخر، يظهر على الأرض على مساحة بالحجم نفسه مصنوعة من كريات الكروم المرصوفة على شكل دوائر تعانق مكعباً».
 
[image error]

منى خزندار تتوسط شادية (يمين) ورجاء عالم (يسار)، في البندقية


 
وقد أطلقت خزندار على هذا الفلك اسم «مرآة اللامرئيات» مؤكدة أن شادية ورجاء برعتا في سبر أغوار المدينتين من خلال الانعكاسات الضوئية والصوتية التي أشعلتاها فلكهما.
أكثر من 3 آلاف زائر يومياً

لقد زار معرض الفن الدولي «البينالي» بعد مرور 18 يوماً على افتتاح دورته 54 أكثر من 50 ألف زائر. وعلى وجه التحديد 51630 حسب بيان اللجنة المنظمة، أي بمعدل نحو 3 آلاف زائر يومياً. و% من الزائرين هم دون 26 عاماً من مختلف الجنسيات والمشارب. وأبصر بينالي البندقية النور في 19 أبريل 1893م بقرار من مجلس مدينة البندقية، الذي اقترح تأسيس معرض فني وطني «يقام كل عامين» ابتداءً من السنة المقبلة احتفالاً بالذكرى الفضية لزواج الملك أمبرتو ومارغريتا من سافوي. وانطلق فعلياً في 30 أبريل عام 1895م. وقد شهد افتتاح المعرض الفني الوطني الذي عرف بالبينالي لاحقاً توافد أكثر من 200 ألف زائر في اليوم مما مهد الطريق لاستمراره وتوسعه.

وأقامت بلجيكا أول جناح أجنبي في البينالي عام 1907م بمبادرة من البروفسور فيرنس جيفرت، مدير الأكاديمية البلجيكية للفنون التشكيلية. وقد تم بناء 3 أجنحة جديدة في البينالي الثامن عام 1909م لبريطانيا وألمانيا والنمسا. وتحتضن منطقة الجارديني 29 جناحاً وطنياً دولياً. وبقية الأجنحة غير الثابتة تقع في منطقة الأرسنالي المجاورة. وتتواجد 5 أجنحة رسمية عربية في البينالي لمصر والعراق وسوريا والسعودية والإمارات. وبالإضافة إلى المشاركات الرسمية الممثلة في الأجنحة الوطنية الدولية هناك مشاركات فردية تخضع لتقييم لجنة فنية متخصصة. وفاز الجناح الألماني وفنانه الضيف كريستوف شلينغينسييف بجائزة الأسد الذهبي لأفضل مشاركة وطنية في بينالي البندقية الرابع والخمسين، ومنحت جائزة الأسد الذهبي لأفضل فنان، إلى الأمريكي كريستيان ماركلاي، لعمله «الساعة». أما جائزة الأسد الفضي لأفضل موهبة جديدة، فمنحت إلى البريطاني هارون ميرزا. وتتألف لجنة التحكيم للدورة الجارية من رئيس اللجنة، حسن خان «مصر»، وكارول ينغهوا لو «الصين» وليتيزيا راغاليا «إيطاليا» وكريستين ماسيل «فرنسا» وجون واترز «الولايات المتحدة الأمريكية».
دورة استثنائية

تشارك في هذه الدورة 89 دولة بعد أن شاركت 77 فقط في الدورة السابقة. وتشارك للمرة الأولى في بينالي عام 2011م كل من: إمارة أندورا، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية بنغلاديش الشعبية، وهايتي. وتعود للمشاركة دول عدة بعد مشاركات سابقة وهي: الهند «1982م»، جمهورية الكونغو «1968م» والعراق «1990م»، وجمهورية زيمبابوي «1990م»، وجنوب أفريقيا «1995م»، كوستاريكا «1993م»، وكوبا «1995م». وتشترط اللجنة المنظمة موافقة رسمية من الدولة لقبول مشاركتها في البينالي. وعادة تتولى هذا الدور وزارات الفنون أو المجالس العليا للفنون، أو وزارات الثقافة والإعلام التي تقوم بترشيح فنان لتمثيلها رسمياً.
عبدالله المغلوث، من البندقية

 *تصدرت هذه الرحلة غلاف مجلة “القافلة” الثقافية في عدد يوليو، أغسطس 2011


[image error]

 •  4 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 24, 2012 14:27
Comments Showing 1-4 of 4 (4 new)    post a comment »
dateUp arrow    newest »

message 3: by Ahmed (new)

Ahmed Hamdy Choose focus
There are several types of photography specialties to choose from. Students usually choose to focus in one field, such as: portraits photography, commercial photography, industrial and scientific photography, aerial photography, fine art photography
مصور زفاف في دبي


message 4: by Elbeet (new)

Elbeet Elhadeth شركة البيت الحديث من افضل الشركات للخدمات المنزلية مع الخدمة الممتازة وافضل الاسعار
نجار بالرياض
يعد تركيب الدش من أهم الأعمال المنزلية الضرورية للغاية في العديد من الأماكن ، سواء كان ذلك في المنزل أو العمل أو الفندق أو العديد من الأماكن المختلفة الأخرى ،
يعتقد الكثير من الناس أن تركيب دش وبرمجة الريسيفر بنفسك قد يكون كافيا ، لكن هذا ليس صحيحا ، لأنه يتطلب الكثير من الخبرة والمهارات
فني دش بالرياض
تقدم شركة البيت الحديث كل انواع خدمات النجارة حيث يقوم النجار بتفصيل وتصميم كل انواع الاثاث وتقوم الشركة ايضا بفك وتركيب غرف النوم
نجار فك تركيب غرف نوم بالرياض
تعتبر شركة تركيب اثاث ايكيا بالرياض من أفضل الشركات من حيث تقديم أفضل خدمة وتوظف الشركة عمالة ماهرة تقوم بتعبئة الأثاث بشتى الطرق لحمايته. وذلك بلفه بالكرتون وخاصة في حالة تعرض الاثاث للتلف او الخدوش لذلك نعمل في الشركة بضمان كامل لحين تسليم الاثاث لمكان جديد.

شركة تركيب اثاث ايكيا بالرياض
وتقوم شركتنا بتركيب جميع انواع الستائر
شركة تركيب ستائر بالرياض


back to top