ليلة الصراع القاتل بيني وبيني

دَعني أُخرج أنفاسي الأخيرة، بالتحدث معك عَما حدث قبل الاستسلام لمعانقتك.

دعني أعترف لك أولًا: إنها ليلة الصِراع القاتل بيني وبيني، أنا أود الوصول
للنهاية بداخلك، والآخر يصرُخ عليّ، رافضًا أن تنتهي حياتنا بعد.

لقد ضاقت بي الأرض، وحروبي تُحارب أنفاسي لتخنقني، لذلك قررت أن
ألوذ إليك أيها المُحيط، فأعتقد إنك عميقٌ كفاية، وستستطيع ابتلاع
الظلام الذي يُخيم دواخلي، على خِلاف تِلك الأرض، والضخور اللعينة التي
تصد الظلام لترده بقلبي أضعاف.

ثُم صَرخ الجانب الآخر مني، أنني لست وحدي، معي أنا وذاتي، وحاول
جعلي أعافر للخروج من المُحيط، ثم أخد يدفعني لجر نفسي بصعوبة للوصول
للقمة والتخلُص من الوحدة..

الوحدة التي أيقنت-بنهاية محاولاتي- أنها بداخلي كَالروح الشريرة، واللعنة
المُستمرة بالالتصاق بي طوال حياتي؛ إذا أردت الابتعاد عنها ستتبعني لتقترب
مني أكثر، وإذا حاولت النَظر للأفق لن تجعلني أرى سوى السواد المُظلم الذي
يُعانق روحي، فأدركت:

أن الوِحدة هي الخلود الملعون في قلبي وحياتي..

وحينها فقط تذكرت آخر جُملة كتبتها بدفتري
-قبل أن أحرقه وأثور عليه بأنني لن استسلم لكل ذلك-

"ستبقى دومًا تتظاهر بأنك على السطح، بينما هناك ما هو مُصِر على سحبك للقاع".