وكان القمر مكتملاً

نشرت في ملحق النهار   تقول أم كلثوم: "هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا" ويقول عمر الخيّام: "إنّما الجنّة و الّنار في ذات نفسك" – الربط ما بين مجازين جميلين مجازٌ أيضاً.
*
الآن فرحٌ كثيرٌ كما في "أغداً ألقاك" حزنٌ كثيرٌ كما في "الأطلال".
*
كم جميلٌ أن ننسى كلَّ شيء فجأةً أن يصبح دماغ كلًّ منّا خالياً تماماً كأنّنا طفلان ولدا توّاً.. كم جميلٌ، بعد منتصف الّليل، أن نغنّي معاً كصديقين.
*
لم أخبرك من قبل أنّ أجمل الأشياء التي قد تحدث لي أن تهمس شعر محمود درويش في أذني ونحن نغفو.
*
رأيت محمود درويش ثلاث مرّات في حياتي وكان قلبي في كلّ مرّة يخفق بشدّة كما لو أنّي واقعة في الحبّ.
*
أفتقد محمود درويش، ليس بالمعنى المجازيّ بل بالمعنى الحقيقيّ.. لكن ذلك لا يعني أن لا أكتب مجازاً عنه.
*
جميلٌ أيضاً أن تضع رأسك بين كفّيك و أنت تفكّر – لسببٍ ما، تصبح المشاهد سينمائيّة أكثر بعد منتصف الّليل.
*
أجمل ما في الشّعر أنّك تستطيع أن تكذب بسهولةٍ مثل أن تقول: "منتصف الّليل" مع أنّ الوقت ظهرٌ ولن يكون في مقدور أحد أن يثبت أنّك تكذب.
*
قد أكون كذبت في المجاز الأخير.
*
لسببٍ ما، المجاز حين يكون في الرّأس يكون أجمل لذلك نشعر أنّ المجازات التي خطرت لنا ذات مرّة ثمّ نسيناها هي أجمل المجازات.
*
كانت أشبه بحلمٍ جميلٍ تلك اللّيلة حين استمعت إلى سيمون شاهين وريما خشيش معاً في عرضٍ حيّ في مسقط – أذكر جيّداً أنّ القمر في تلك اللّيلة كان مكتملاً.
*
ربّما ما أحتاجه فقط عشاءٌ على ضوء الشّموع.
*
أفكّر: كيف تتقلّص السّعادة فجأةً لتصبح في غاية البساطة كعشاءٍ على ضوء الشّموع.
*
أفكّر أيضاً: كيف الحزن يكبر ويصبح ثقيلاً كعشاءٍ عائلي على ضوء الشموع تحت قصفٍ اسرائيلي في أحد بيوت غزّة.
*

محزنةٌ الحروب التي تنهي حياة الكثيرين وتصبح، بعد مرور بضع سنوات، مجرّد حدثٍ يُذكر في حديثٍ عابرٍ.
*
النسيان يحدث حين الحاضر يحكم قبضته على عنق الماضي.
*
قد تكتب مجازاً وتنسى حين تقرأه لاحقاً ما قصدته حين كتبته لكنك قد تنسى أيضاً أنّك نسيت.
*
منغمسَيْن في قراءة "جداريّة" محمود درويش طلع الصّباح من دون أن ننتبه.
*
وجب التوضيح: ليس دائماً الشّيطان ثالثهما.
*
لاحظت الآن أنّه منذ زمنٍ طويل لم تمرّ ساعة من دون أن أتفقّد السّاعة.
*
فقط لو أنّ "إسرائيل" كلمة عابرة في حديثٍ عابر.
*
منذ فترةٍ طويلةٍ لم أتأمّل الألوان جيّداً ولم أفكّر في اختلاف وقعها عليّ بحسب اختلاف الّلون منذ فترةٍ طويلةٍ وكلّ الألوان لونٌ واحد.
*
لأسبابٍ قصصيّة ربّما كلمة "سِحر" يصبح لها وقعٌ سحريٌّ أكثر في الّليل.
*
هل يحقّ للشّاعر رفع المفعول به ونصب الفاعل من منطلق أنّه يحقّ له ما لا يحق لغيره حتّى وإن كان "غيره" مدقّقاً لغويّاً.
*
أكره اسرائيل أكثر من كرهي للعقارب والصراصير والفئران والقطط – ولا أستطيع أن أصف لكم مدى كرهي للقطط – أكثر من الذباب على وجبة طعام والبعوض في ليلةٍ صيفيّة و"الأم أربع وأربعين" في حذاء والسّحليّات أعلى السّقف في ليلة أرق والعناكب – ومن لا يكره العناكب – وأكثر من الجراد الّذي سمعت مؤخّراً أنّه يؤكل مقليّاً أو مشويّاً في مدنٍ كثيرة.
*
أتذكّر فجأة السّنفور الّذي كان يقول دوماً: "أنا أكره كلّ شيء".
*
على سيرة السّنافر، ثمّة تشابه بين اللغة الخطابيّة للقذّافي واللغة الخطابيّة لشرشبيل: "سأقضي عليكم ولو كان هذا آخر عملٍ في حياتي".
*
اعتراف شخصيّ قد أندم عليه غداً: أعتقد أنّي كنت، في صغري، واقعة في حبّ الكابتن ماجد.
*
كم أفتقد ذاك الوقت الّذي كانت فيه أكبر همومي أن أحفظ عن غيب أسباب الحرب العالميّة الأولى.
*
تُرى كيف كانت حال العالم لتكون الآن لو لم يُغتل ولي عهد النّمسا؟
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 17, 2011 23:18
No comments have been added yet.