إمتى تسعّر مُنتجك أقلّ من سعر التّكلفة؟

  حدّوتة عن ألاعيب الهايبر ماركت مع بيبسي : إمتى تسعّر مُنتجك أقلّ من سعر التّكلفة؟ !

أنشأ الشّيخ «علي عبد الله التّميمي» مجموعة «التّميمي» في سنة 1953م، وتعتبر أسواق «التّميمي» ضمن سلسلة الأسواق الأسرع نموًا وتطورًا في المملكة العربية السّعودية، حيث أعطى مستهلكون سعودييون أصواتهم لاختيار أسواق «التّميمي» من ضمن أفضل 100 علامة تجارية رواجًا 5 مرّات من السّتة الماضية.

رؤيتهم هي أن نكون أفضل سوبر ماركت في المملكة من حيث خدمة العملاء والجودة والأطعمة الطّازجة والتّنوع والأسعار اليوميّة المخفّضة“.

أسواق «التّميمي» تُعدُّ الاختيار المفضّل لدى العديد من السّعوديين والأجانب، حيث تتسم متاجرنا بالرّحابة وحسن التّنظيم والأسعار المنافسة، نحن نحمل تشكيلة واسعة ومنوّعة من أفضل المُنتجات الغذائية، واللّحوم، والمأكولات البحرية، والأجبان، ومُنتجات الألبان، والأغذية المحلّية والمستوردة، والمُنتجات المنزليّة.

أهلًا وسهلًا بحضراتكم ..

شوفنا قبل كده وعرفنا إزاي إن الشّركة مُمكن تسعّر مُنتجاتها بعشر أضعاف سعر التّكلفة، إيه ده، نصب يعني؟ لا والله مش نصب لكن أنا لو سعّرت أقلّ من كده؛ الشّريحة اللي أنا عايزها مش هتشتري المُنتج بتاعي.

أمّا السّؤال في هذه الحدوتة: هو ينفع شركة تسعّر مُنتجاتها بأقلّ من سعر التّكلفة؟ إيه ده يا مجنون، أنت كده هتخسر! أيوة يا أفندم هخسر في المُنتج، بس هكسب كتييير قوي 😊

1- الحدّوتة النّهار ده بتتكلّم على شركة «الجميح» وكيل «بيبسي» في السّعودية.

زي ما حضراتكم عارفين بيبسي تقريبًا أعلى مبيعات في العالم ليها بتبيعها في السّعودية، فزيّها زي السّجاير، الرّبح فيها بسيط جدًا، ولكن لازم تبقى موجودة عند أيّ تاجر، «الجميح» كان بيورّد للهايبر ماركت بـ 90 هللة؛ وهما يبيعوا بريال، ويكسبوا الـ 10 هللات.

فجأة الجميح لقى الهايبر ماركتس الكبيرة والضّخمة في السّعودية جيان والعثيم وبانداقالبين الدّنيا عليه! ليه يا جماعة؟ في إيه؟!

أصل «التّميمي» –وده هايبر ماركت كان أياميها في 2007 ليه حوالي 3 فروع بس في السّعوديةعامل عرض وبيبيع البيبسي ب 85 هللة، طبعًا الدّنيا اتقلبت، مين «التّميمي» ده علشان تديه أرخص مننا؟!

الرّاجل يقولهم: يا جماعة والله ما بنزّل في سعري لحدّ، أنا مش محتاج أنزّل سعري ولا إن أنا أعمل عروض أصلًا، أنا مطلوب خلقة، ولا حياة لمن تنادي.

لكن محدش كان يعرف إن «التّميمي» تبنّي هذه الاستراتيجية اللي اسمها «Loss leader» قائد الخسارة، ودي استراتيجية شهيرة يا أصدقائي في منافذ البيع: بيختاروا مُنتج شهير جدًا ومطلوب بنسميه Neck of item- ترجمته عجيبة، مُنتج رقبة، ظاهر جدًا يعني؛ وأبيعه أقلّ من سعره، أخسر فيه.

بس اسمحلي أسال حضرتك سؤال: بعد ما تقرر تجيب بيبسي من «التّميمي» في العرض الرّائع ده، وتلبس وتنزل، وتاخد عربيتك وتمشي في الشّوارع، وتقف في إشارات، وتدور على ركنة، وتخشّ تقف في الطّابور علشان تحاسب، هتجيب بيبسيبس؟!

لا طبعًا، هتفتكر إنك ناسي لبن، إنك محتاج بامبرز، إن إحنا عايزين صابون سائل، وهكذا 😊

إذًا أنا (Loss Leader) أنا بخسر في مُنتج؛ لأنه سوف يقود مبيعات باقي الأصناف اللي عندي للارتفاع.

وبكده قدر «التّميمي» تحقيق مكاسب مهولة جدًا.

2- طب السّؤال دلوقتي: مين تاني بيخسر؛ بطريقة تانية؟

زمان كانت «إتش بي برنتر HP printers» بتتباع لعِليَة القوم والأثرياء العرب، كان سعرها غالي جدًا. دلوقتي الـ All in one 4*1 ب 400 جنية! غريبة! إزاي نزل سعرها كلّ ده؟

آه يا فندم إنت بتشتريها ب 400 جنيه؛ لأنّك هتشتري الحبر بتاعها كلّ أسبوعين ب 400 جنيه 😊

3- وبالمثل مع أمواس «جيليت»

، لما منجحتش إن هي تبيع الماكينة نفسها اللي كانت بـ 35 جنيه سنة 2000 وده سعر خُرافي وقتها، بقيت توزع ماكينة الحلاقة مجانًا على الموس اللي كان لوحد بـ 30 جنيه!

4- حتى شركة «مرسيدس» العالمية

بتخسر في الأتوبيسات الجيم الــ 28 راكب بتاعها حوالي 4%؛ ليه؟ علشان تنشط فروع الصّيانة ومبيعات قطع الغيار.

والاستراتيجية دي اسمها: التّسعير الإصطيادي Captive هصطاد الزّبون دلوقتي، وأكسب منه بعدين.

عايزين نركّز كويس جدًا ونشوف إيه الاستراتيجية المُثلى لتسعير مُنتجاتنا حتى لو كانت أقل من سعر التّكلفة.

وتوتة توتة خلصت الحدوتة.

The post إمتى تسعّر مُنتجك أقلّ من سعر التّكلفة؟ appeared first on د. مصطفى نوارج.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 11, 2022 07:50
No comments have been added yet.