زعموا
أنّ الدموع بلا لون
وزعمتُ
أنّ لها زمرًا كالدم
فالعين الزرقاء لا تبكي إلّا على خدِّها
والعين الخضراء تبكي على الذين
عن يمينها ويسراها
والعين البنية، عين أم
والسوداء والبيضاء
تبكي على السّلم الموسيقي
وزعموا أنّي كاذب
ودمعي دمعُ التماسيح
وزعمت أنّني مسمول العينين.
****
زعموا أنّه في بدء الزمن
لم تكن من طيور تهاجر
كلّ طير يعيش ويموت
على مرمى رفّة جناح
من مسقط ريشه
لكن
منذ أن اكتشف اﻹنسان الحرب
صارت الطيور سعاة بريد
بين الأرواح واﻷجساد
وزعمتُ أن اﻷمر معكوس
وأنّ اﻹنسان حاكى الطيور
لأنّ قصّة تقول:
إنّه في بدء الزمن
كان للإنسان أجنحة
استبدلها بيدين
تقصر عن الذي تراه العين.
****
زعموا
أنّ السّراب الابن الضّال للماء
لا هو فرات
ولا هو أجاج
وزعموا أنّ الغرقى
يشربون منه قبل الغمام
لكن
إنْ عاد أحدهم
كسروا له
الفخّار المسمّن بالغياب
وزعمتُ أنّ السّراب
نافذةٌ في المرآة.
***
زعموا
إنْ متنا
طار لقلقٌ ذكرٌ من قمصاننا
وزعموا أيضًا
أنّ لقلقًا أنثى
تأتي بنا عندما نولد
وزعموا
أنّ الحياة تمضي بين لقلقين
وزعمتُ، ليس من شيء،
غير القلق.
12/10/2016
Published on December 06, 2021 13:46