الطريق إلى المهجر
تخطو أقدامي خطوات تائهة مترددة للأمام فتنقلني أذرعاً للخلف، أحاول بها الفكاك من واقع يبتلع أقراني، لكنها دوماً تنتهي حيث بدأ كل شئ، حيث تعود كل طاقة حركة لأصلها كطاقة وضع ، وتتذبذب حول رقبتي خيوط بندولية بلا قيمة وبلا ثمن، تحمل لصاقات باهته ، تمثل لا شئ وسط أنوار المدينة، لا شئ في حسابات البنوك، لا شئ في محطات السفر، خفيفة غير مرئية، أسعى لأفقدها، لكني أتعثر، تبوء كل المناورات بالفشل. أصنع خططاً لكني أفقد نفسي، أتيه فلا أصل، ألتفت لأقرأ لصاقاتي، كلها لصاقات مربوطة بالدم، تحمل عناوين كل الأماكن، تحمل أسماءً مألوفة، أصدقاء وأهلاً وأشخاصاً كانوا يوماً ك أحبه، تحمل خرائط لزقاقات منعت عنا شمس حارقه في الشوارع الرئيسية، تحمل لوحات لمقاهي ارتدناها حتى الفجر ،وأكشاك قصدناها في الصباح الباكر، لوحات لمركبات تتحرك نائمة تنفس دخان أبيض وماء يخرج في حضن العادم، لصاقات من أحرف ثلاث بلا معنى تدل على الهويه، بقايا تذاكر صفراء بخطوط بنيه وتذاكر بيضاء تحمل أرقاماً وأدواراً في طوابير تنتهي إلى الفراغ، لصاقات برائحة العرق وأخرى برائحة التبغ، وأخرى فقدت رائحتها.
تخنقني كل تلك القيود الرثه عديمة القيمه، أفكر كثيراً في أن لأنزعها وأهرب ولكن خوفي أن تنتقل لا قيمتها لتزين صدري، فأصبح شخصا أخر بلا وطن ، شخص بلا ثمن ، شخص بلا هوية
تخنقني كل تلك القيود الرثه عديمة القيمه، أفكر كثيراً في أن لأنزعها وأهرب ولكن خوفي أن تنتقل لا قيمتها لتزين صدري، فأصبح شخصا أخر بلا وطن ، شخص بلا ثمن ، شخص بلا هوية
Published on September 08, 2021 12:51
No comments have been added yet.


