خواطر

#الدكة
يومي كان يبدأ عندما ينتهي يوم الناس، تلك الأكذوبة اللعينة لابد ان تتذاكر دروسك ليلاً حتي يتسني لك أن تري بأم عينيك جثة الميت وأنت في أولي طب بقسم التشريح، وكأن حياتي ينقصها ذلك. وكعادتي وبغرفتي المطلة علي ذلك الشارع الشعبي في إحدي الحواري التي يكاد يسير بها ثلاثة رجال عرضاً، تلك الشوارع التي تجد بها كل شيء جيد وكل شيء سيء ومع مرور الزمن يتلاشي الجيد شيئا فشيء، رما أن أسمع أصواتًا في الخارج حتي أهرول لأطل من غرفتي حتي أخذ نفساً من الاكسجين يجلو عن صدري ما وجدته من غازات الكيمياء وكروموسومات الأحياء وموائع الفيزياء، حتي وجدت أن هناك جلسة صلح بين عائلتين كبيرتين علي الدكة القابعة في أحد المحال أمامنا يتركها صاحبها ويغلق محله لأنه بالكاد يغلق علي ما فيه من بضاعة. كانت ملاذ من لا ملاذ له أنتهت جلسة الصلح وقاموا بتوزيع السائع كما يقولون وأنا أنظر إليهم وأقول أنا عاطف معاكم، دخلت غرفتي وقلت لنفسي ليس لك سوي الكتب هم لن يقبلوك حتي تكوني مثلهم، وعند عقرب الساعة وكأنه حصة في مدرسة، سمعت أصوات قوية تتعالي وإذا برجل وإمرآته يكاد إبنهم ينقطع صوته من البكاء وهم ينتظرون أسفل طبيبة المنطقة التي لا تتواني عن مساعدة الفقراء في أي وقت ينتظرون علي الدكة وأنا عيناي ترمقهم حتي صعدوا للطبيبة،عزمت النية أن لا أخرج مرة أخري حتي أثقلت دورة كريبس علي عاتقي وأحسست بقلة في الوعي والإدراك نذير شؤم علي قلة وصول الدم إلي المخ لأني أتذاكر عكس الساعة البيولوجية لجسدي فخرجت قبل أذان الفجر لأجد مجموعة من الشباب علي الدكة يشربون سجارة لها مقدمة كبيرة إلي حد ما ويلعقونها بألسنتهم وكأنها أيس كريم قمت بإعداد كيس ملئ بالماء وألقيته عليهم حتي يجدون نسيماً مع هذا الفساد، الدكة واحدة والأهداف شتي فأختر لنفسك.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on January 09, 2021 07:55
No comments have been added yet.


فرمانكو 2021

Ahmed Elhosary
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك،طالما كنت مستمسك بالفكرة وكنت أظن أن طالما الفكرة جيدة حتي ولو بالعامية ستصل إلي القارئ والغاية إيصال الرسالة، لكن عندما كتبت روايتي فرمانكو بالفصحى تي ...more
Follow Ahmed Elhosary's blog with rss.