بكاء القرنفل. قراءة الأديب ربيع عقب الباب
يقول درويش في رائعته: مديح الظل العالي:
أذهب فقيرا كالصلاة ، وكالنهر في درب الحصى ، ومؤجلا كقرنفلة.
ولا ريب أن كاتبتنا قد استعاضت المعنى من خلال " عتبة " التي صدرت بها مجموعتها القصصية الأولى وكأنها توردنا الماء لنرى على صفحته ماهو عذب زلال وماهو دون ذلك ، و بنفس الطريقة و التشكيل و إن اختلف لون زهرته :
يقول لها : أي زهر تحبينه ؟
فتقول : القرنفل .... أسود
يقول : إلي أين تمضين بي ، و القرنفل أسود "
تقول : إلى بؤرة الضوء في داخلي
و تقول : و أبعد ... أبعد ... أبعد
و قد أعطى درويش المؤجل كل حاجته و معناه و تتبيلته ليظل متئدا في رحلته و أبعد .. أبعد من ذلك ربما إلي أن يجفف القرنفل دمعاته الفياضة و حنينه المشبع بالقلق و التوتر و الانتظار وقسوة الأشواق و بلاغة الوساوس و الظنون و الكوابيس و كيدها المرير على رقعة الوقت و انحسار الموج عند نقطة اللاعودة .
كان عليها أن تتبع تلك العتبة بالموسيقى لتستنزف ما ظل عالقا فينا بعد أن هيأتنا لها فتكون " بكاء القرنفل " امتدادا للحالة وارتماء في خلجات اللحن لكنها أرجأتها إلي مفازة سحيقة و كأنها لم ترد لنا أن نكمل الرقصة و أن نظل على وهج يترنح كذبيح حتى تحين ساعة التجلي و كسر عظام المؤجل فينا و منا !
لكنها لم تشأ لنا الفكاك و التحلل من براثن أحبولتها ، كل ما فعلته أن طوقت انتباهنا وزمرتنا بلون آخر للزهرة بلون ربما أقل سوادا من سابقه ثم تسمح لعيوننا أن تبصر جانبا من المأساة جانبا آخر و ربما أقل وطأة و ربما أشد،
كل يتذوق حسب معدل الملوحة أو حجم السكاكر التي تلازم فنجانه .
قبل الولوج في عوالم المجموعة نتوقف أمام عتبة أخرى لكنها هذه المرة بنبض القاصة و أدواتها و ليس كما عتبة درويش الأولى و إن كانت تحت مسمى آخر و لون آخر لزهرة خاصة أو لون آخر للقرنفل .
حالة عن شاعر و روائي ، عاش قضيته بمصير لم يرتضه و يرغبه ، عاشها بكل ما فيها و مايعتريه ، بكل ما تعنيه من قسوة أو رقة ، من غلاظة أو رهافة .
عن مالك حداد كانت عتبتها الثانية ، بين شرق و غرب .. غرب إلي أبعد .. أبعد كما قال درويش .
تجسد مالك بشرا سويا أمامها ، هي القارئة ، التي تحب الكتاب واللغة ، معها في بيتها ، و في حجرة نومها بعد أن رفع عنها الأدران و الوسن ، و في حجرة نومها أسكنها طمأنينة و بشارة وحلما كان مؤجلا يتحقق و لو بعد حين !
: يااااه .. مالك بشحمه و لحمه يسألني عن حالي ، و يعرف اسمي أيضا ، يبدو لي أنك قرأت إحدى قصائدي في مجلة " العربي " يا صديق ، ما أعظم الحياة حقا .. لا تقلق يا مالك .. اللغة العربية بخير في الجزائر ، و الشقاء في خطر ، و أنت .. كيف حالك ؟
تغلل القارئ بأغلال قديمة ، و يعيش حالة كأنها راهنة و حية ، في ضمائر الشعب الجزائري ، حين وصل استبداد المستعمر الفرنسي حدا لا يطاق ، و لا يقبل ، حين حرم الشعب من لغته ، و أساء الأدب في معاملة الناس ، وحرمهم من أبسط حقوق الإنسان ، و تجريمه التحدث بلسانه العربي ليكون التحدي الجزائري وزعامته الشعبية لهذا الظلام القاسي المخالب والمتغول في ربوع الوطن .
كأن مالكا بالفعل في بيته ، وكأن الكاتبة ذاتها مقتنعة أنه هنا بالفعل في بيته ، و في مكانه الطبيعي .
" رن هاتفه فجأة : ألو .. سيدي ، مازال التحقيق جاريا فيما يخص قضية اختطاف طفلك ، لقد وصلنا إلي معلومات جديدة ، هناك من شاهد امرأة في " رحبة الصوف " تعطيه قطعة حلوى .. أرجو أن توافينا إلي مركز الشرطة فورا ".
و تنهي القاصة عتبتها بتلك الأبيات ، نص من ديوان " الشقاء في خطر " لمالك حداد:
أمنحك شاطئا
البحر المغمى عليه
وهذا العصفور المتيم
و بعدها
لك قلبي
الذي لا يحسن القتال ".
هذا النص رغم بساطته إلا أنه دفعني دفعا للاقتراب من عالم مالك حداد بعد أن كنت أسمع عنه و أقرأ اسمه هنا وهناك بين حين و آخر و أن أحاول بجدية و حب الغوص في ملامح هذا الكاتب الشاعر و الروائي و تعويض جهلي الغريب تجاهه من ناحية من خلال ماكتب عنه و ما تناوله الكثيرون من سيرته و أعماله
و فوق ذلك الانخراط في تناول أعماله بعد أن ظللت مخدوعا بما حصلت و عرفت زمنا طويلا .
هانحن تجاوزنا العتبتين لنكون في رحابة القرنفل ، ثلاث وثلاثون زهرة ، كلها للقرنفل ، و إن اختلف اللون و المذاق ، و أصبح أفسح من قوس قزح ، و أقدر على منحي تأشيرة مرور ، ما بين ضاحك و ساخر ، باك و مدمى ، متهدل و محلق ، جامد و راسخ ، راقص و ميت !
بداية بـ " سارق النعال " الذي لم يرأب صدع إنسانيته إلا بيع فلذة كبده بدراهم معدودات وكان فيه من الزاهدين نكاية في نفسه وزوجته و بنيه ، ودون دمعة أسف ، أو آهة لضمير لم يزل حيا .
و انتهاء بـ " العرجاء "
" قبل أن تعيد الدفتر إلي مكانه إذا بامرأة بيضاء ، سمينة الجسد ، حادة النظر ، تعرج في مشيتها ، تدخل الصيدلية ، شاكية مرضها ، و الوصفة الطبية في يدها ".
وكانت دهشة بطلة النص " الصيدلانية " حين طالعت الوصفة التي تحملها المرأة ، أنها نفس الوصفة و الدواء الذي طلبه سابقا رجل خرج توا و التي كانت " ليريكا " الذي صار الشباب يتعاطونه كحبوب مهلوسة بعد خلطه مع الكوكاكولا ، و يباع أيضا بطرق غير شرعية .
و تتعرض الصيدلانية للتهديد بالسلاح الأبيض ، بالقتل من قبل المرأة ، و لكنها بالحيلة و الذكاء تنجو من الموقف بعد أن كانت في موقف لا تحسد عليه .
المجموعة بتخمتها و تعدد أطروحاتها فياضة بلغتها السلسة و تقليديتها التي حاولت تجاوزها في نص وحيد " أعراش " حيث جاء قصة قصيرة جدا ، و يعتبر أقل النصوص و أضعفها ، و كسر حالة التناغم التي تتفجر بين سطر و آخر ، وترق حتى تصل إلي الشاعرة الخالصة في تجليها ، و تبرز قدرة الكاتبة اللغوية و صحة لغتها ، و ربما لو كانت سمحت لنفسها بالمغامرة لرأيت الكثير من الجوانب الغائبة من قدرة القاصة على النسج و التشكيل .
في رحلة القرنفل قضايا حية ، قضايا تتعدى حدود الجغرافيا و الوقت أيضا ؛ فلم تنس الرحيل في التاريخ ، إلي هناك ، حيث معارك التحرير في الجزائر ، بلد المليون شهيد ، وأن نستشعر زفير و أنفاس تلك الأيام الخالدة و المشرقة في حياة و تاريخ الجزائر ، و هذه الولادة التي تحققت بالاستقلال و بجزائر حرة مستقلة من خلال قصة " مجاهد "
: يا إلهي ، هل هذا وقتك يا بني ؟؟ رباه إني وحيدة واحدة ، لا ثاني لي سواك "
وقامت إلى الماء تسخنه بنفسها ، و هي ترتعد من البرد .
ثم عطست عطسة قوية ، تبعها بعد عذاب صراخ رضيع سمته على بركة الله " مجاهد " .
إن قاصتنا تعشق القلم ، و تلعب معه اللعبة ذاتها ، و تتغنى بشاعريتها كلما سنحت لها مشاعرها ، فتنطقه شعرا ، و سردا جميلا ، يأخذ باللب ، و ربما قد يكون في غير محله ، و لكنها على قناعة بضرورة ما تفعل ، و ما تقيم و تشيد ، تتحرك في دروب اللغة ، و الحكايات ، عبر دروب متعددة ، ومناح فسيحة ، بلا أسيجة أو موانع ، ليس سوى ما تعرف ، و تهضم ، و لا تتورع أن تنهي القصة في صفحتها الأولى ، أو سطورها الأولى ، و قد تمتد إلى صفحات ، و قد يكون من فرط جنوحها إلى الوصول للقارئ ، أن تقدم له الطبق كاملا ، دون الحاجة للمواربة ، حتى و إن الأمر يستلزم منها ذلك ، حتى لو استدعى ذلك أن تنهال عليها ألسنة النقد و الانتقاد .
كنت أتمنى أن أكتب عن قصص المجموعة ، و لا أبخس حقها في التعرض لها ، حتى لو كان قدحا ، و لكن لأترك ذلك لغيري ممن له القدرة على الفعل ، فهي بحق تستحق التحية و التهنئة بمولودها ، و تجربتها الأولى في عالم القص ، متمنيا لها ألا تعيش في ظل القرنفل ، و أن تترك لي و لغيري من المحبين لفنها هذا الظل علنا يوما نعيش بهجة شقائق النعمان .
أهلا بك أسماء رمرام قاصة واعية قادرة على إغنائنا بالفن وبالفن وحده !
أذهب فقيرا كالصلاة ، وكالنهر في درب الحصى ، ومؤجلا كقرنفلة.
ولا ريب أن كاتبتنا قد استعاضت المعنى من خلال " عتبة " التي صدرت بها مجموعتها القصصية الأولى وكأنها توردنا الماء لنرى على صفحته ماهو عذب زلال وماهو دون ذلك ، و بنفس الطريقة و التشكيل و إن اختلف لون زهرته :
يقول لها : أي زهر تحبينه ؟
فتقول : القرنفل .... أسود
يقول : إلي أين تمضين بي ، و القرنفل أسود "
تقول : إلى بؤرة الضوء في داخلي
و تقول : و أبعد ... أبعد ... أبعد
و قد أعطى درويش المؤجل كل حاجته و معناه و تتبيلته ليظل متئدا في رحلته و أبعد .. أبعد من ذلك ربما إلي أن يجفف القرنفل دمعاته الفياضة و حنينه المشبع بالقلق و التوتر و الانتظار وقسوة الأشواق و بلاغة الوساوس و الظنون و الكوابيس و كيدها المرير على رقعة الوقت و انحسار الموج عند نقطة اللاعودة .
كان عليها أن تتبع تلك العتبة بالموسيقى لتستنزف ما ظل عالقا فينا بعد أن هيأتنا لها فتكون " بكاء القرنفل " امتدادا للحالة وارتماء في خلجات اللحن لكنها أرجأتها إلي مفازة سحيقة و كأنها لم ترد لنا أن نكمل الرقصة و أن نظل على وهج يترنح كذبيح حتى تحين ساعة التجلي و كسر عظام المؤجل فينا و منا !
لكنها لم تشأ لنا الفكاك و التحلل من براثن أحبولتها ، كل ما فعلته أن طوقت انتباهنا وزمرتنا بلون آخر للزهرة بلون ربما أقل سوادا من سابقه ثم تسمح لعيوننا أن تبصر جانبا من المأساة جانبا آخر و ربما أقل وطأة و ربما أشد،
كل يتذوق حسب معدل الملوحة أو حجم السكاكر التي تلازم فنجانه .
قبل الولوج في عوالم المجموعة نتوقف أمام عتبة أخرى لكنها هذه المرة بنبض القاصة و أدواتها و ليس كما عتبة درويش الأولى و إن كانت تحت مسمى آخر و لون آخر لزهرة خاصة أو لون آخر للقرنفل .
حالة عن شاعر و روائي ، عاش قضيته بمصير لم يرتضه و يرغبه ، عاشها بكل ما فيها و مايعتريه ، بكل ما تعنيه من قسوة أو رقة ، من غلاظة أو رهافة .
عن مالك حداد كانت عتبتها الثانية ، بين شرق و غرب .. غرب إلي أبعد .. أبعد كما قال درويش .
تجسد مالك بشرا سويا أمامها ، هي القارئة ، التي تحب الكتاب واللغة ، معها في بيتها ، و في حجرة نومها بعد أن رفع عنها الأدران و الوسن ، و في حجرة نومها أسكنها طمأنينة و بشارة وحلما كان مؤجلا يتحقق و لو بعد حين !
: يااااه .. مالك بشحمه و لحمه يسألني عن حالي ، و يعرف اسمي أيضا ، يبدو لي أنك قرأت إحدى قصائدي في مجلة " العربي " يا صديق ، ما أعظم الحياة حقا .. لا تقلق يا مالك .. اللغة العربية بخير في الجزائر ، و الشقاء في خطر ، و أنت .. كيف حالك ؟
تغلل القارئ بأغلال قديمة ، و يعيش حالة كأنها راهنة و حية ، في ضمائر الشعب الجزائري ، حين وصل استبداد المستعمر الفرنسي حدا لا يطاق ، و لا يقبل ، حين حرم الشعب من لغته ، و أساء الأدب في معاملة الناس ، وحرمهم من أبسط حقوق الإنسان ، و تجريمه التحدث بلسانه العربي ليكون التحدي الجزائري وزعامته الشعبية لهذا الظلام القاسي المخالب والمتغول في ربوع الوطن .
كأن مالكا بالفعل في بيته ، وكأن الكاتبة ذاتها مقتنعة أنه هنا بالفعل في بيته ، و في مكانه الطبيعي .
" رن هاتفه فجأة : ألو .. سيدي ، مازال التحقيق جاريا فيما يخص قضية اختطاف طفلك ، لقد وصلنا إلي معلومات جديدة ، هناك من شاهد امرأة في " رحبة الصوف " تعطيه قطعة حلوى .. أرجو أن توافينا إلي مركز الشرطة فورا ".
و تنهي القاصة عتبتها بتلك الأبيات ، نص من ديوان " الشقاء في خطر " لمالك حداد:
أمنحك شاطئا
البحر المغمى عليه
وهذا العصفور المتيم
و بعدها
لك قلبي
الذي لا يحسن القتال ".
هذا النص رغم بساطته إلا أنه دفعني دفعا للاقتراب من عالم مالك حداد بعد أن كنت أسمع عنه و أقرأ اسمه هنا وهناك بين حين و آخر و أن أحاول بجدية و حب الغوص في ملامح هذا الكاتب الشاعر و الروائي و تعويض جهلي الغريب تجاهه من ناحية من خلال ماكتب عنه و ما تناوله الكثيرون من سيرته و أعماله
و فوق ذلك الانخراط في تناول أعماله بعد أن ظللت مخدوعا بما حصلت و عرفت زمنا طويلا .
هانحن تجاوزنا العتبتين لنكون في رحابة القرنفل ، ثلاث وثلاثون زهرة ، كلها للقرنفل ، و إن اختلف اللون و المذاق ، و أصبح أفسح من قوس قزح ، و أقدر على منحي تأشيرة مرور ، ما بين ضاحك و ساخر ، باك و مدمى ، متهدل و محلق ، جامد و راسخ ، راقص و ميت !
بداية بـ " سارق النعال " الذي لم يرأب صدع إنسانيته إلا بيع فلذة كبده بدراهم معدودات وكان فيه من الزاهدين نكاية في نفسه وزوجته و بنيه ، ودون دمعة أسف ، أو آهة لضمير لم يزل حيا .
و انتهاء بـ " العرجاء "
" قبل أن تعيد الدفتر إلي مكانه إذا بامرأة بيضاء ، سمينة الجسد ، حادة النظر ، تعرج في مشيتها ، تدخل الصيدلية ، شاكية مرضها ، و الوصفة الطبية في يدها ".
وكانت دهشة بطلة النص " الصيدلانية " حين طالعت الوصفة التي تحملها المرأة ، أنها نفس الوصفة و الدواء الذي طلبه سابقا رجل خرج توا و التي كانت " ليريكا " الذي صار الشباب يتعاطونه كحبوب مهلوسة بعد خلطه مع الكوكاكولا ، و يباع أيضا بطرق غير شرعية .
و تتعرض الصيدلانية للتهديد بالسلاح الأبيض ، بالقتل من قبل المرأة ، و لكنها بالحيلة و الذكاء تنجو من الموقف بعد أن كانت في موقف لا تحسد عليه .
المجموعة بتخمتها و تعدد أطروحاتها فياضة بلغتها السلسة و تقليديتها التي حاولت تجاوزها في نص وحيد " أعراش " حيث جاء قصة قصيرة جدا ، و يعتبر أقل النصوص و أضعفها ، و كسر حالة التناغم التي تتفجر بين سطر و آخر ، وترق حتى تصل إلي الشاعرة الخالصة في تجليها ، و تبرز قدرة الكاتبة اللغوية و صحة لغتها ، و ربما لو كانت سمحت لنفسها بالمغامرة لرأيت الكثير من الجوانب الغائبة من قدرة القاصة على النسج و التشكيل .
في رحلة القرنفل قضايا حية ، قضايا تتعدى حدود الجغرافيا و الوقت أيضا ؛ فلم تنس الرحيل في التاريخ ، إلي هناك ، حيث معارك التحرير في الجزائر ، بلد المليون شهيد ، وأن نستشعر زفير و أنفاس تلك الأيام الخالدة و المشرقة في حياة و تاريخ الجزائر ، و هذه الولادة التي تحققت بالاستقلال و بجزائر حرة مستقلة من خلال قصة " مجاهد "
: يا إلهي ، هل هذا وقتك يا بني ؟؟ رباه إني وحيدة واحدة ، لا ثاني لي سواك "
وقامت إلى الماء تسخنه بنفسها ، و هي ترتعد من البرد .
ثم عطست عطسة قوية ، تبعها بعد عذاب صراخ رضيع سمته على بركة الله " مجاهد " .
إن قاصتنا تعشق القلم ، و تلعب معه اللعبة ذاتها ، و تتغنى بشاعريتها كلما سنحت لها مشاعرها ، فتنطقه شعرا ، و سردا جميلا ، يأخذ باللب ، و ربما قد يكون في غير محله ، و لكنها على قناعة بضرورة ما تفعل ، و ما تقيم و تشيد ، تتحرك في دروب اللغة ، و الحكايات ، عبر دروب متعددة ، ومناح فسيحة ، بلا أسيجة أو موانع ، ليس سوى ما تعرف ، و تهضم ، و لا تتورع أن تنهي القصة في صفحتها الأولى ، أو سطورها الأولى ، و قد تمتد إلى صفحات ، و قد يكون من فرط جنوحها إلى الوصول للقارئ ، أن تقدم له الطبق كاملا ، دون الحاجة للمواربة ، حتى و إن الأمر يستلزم منها ذلك ، حتى لو استدعى ذلك أن تنهال عليها ألسنة النقد و الانتقاد .
كنت أتمنى أن أكتب عن قصص المجموعة ، و لا أبخس حقها في التعرض لها ، حتى لو كان قدحا ، و لكن لأترك ذلك لغيري ممن له القدرة على الفعل ، فهي بحق تستحق التحية و التهنئة بمولودها ، و تجربتها الأولى في عالم القص ، متمنيا لها ألا تعيش في ظل القرنفل ، و أن تترك لي و لغيري من المحبين لفنها هذا الظل علنا يوما نعيش بهجة شقائق النعمان .
أهلا بك أسماء رمرام قاصة واعية قادرة على إغنائنا بالفن وبالفن وحده !
Published on August 04, 2020 18:42
No comments have been added yet.
أسماء رمرام's Blog
- أسماء رمرام's profile
- 25 followers
أسماء رمرام isn't a Goodreads Author
(yet),
but they
do have a blog,
so here are some recent posts imported from
their feed.

