بَغْدَدَة -سَلَالمُ القرَّاص-

رحلتُ معه فوق الطائرة الورقيّة.. شاهدتُ البحر يبتعد و يصغر، ليصبح كأس ماء صغير مليء بالجثث نقطاً رماديّة.. قلت في نفسي: سنشرب هذا الماء يوماً..أجل.. ستتشكل أجسادنا من أجساد من رحلوا.. هم يبقون هنا فينا.. في الروح ذكرى و في الجسد حياة.طرتُ فوق البلدان كلها.. سمعت أصوات بكاء.. ضحك.. صراخ.. تهليلات فرح و أشجان حزن…سمعت غيبةً.. نميمةً.. سمعت تشجيعاً.. ثناء.. طرت فوق أماكن الرقص.. دور العبادة.. المدارس و الملاهي…طرت فوق المطارات شاهدت الملايين يرحلون، و الملايين يعودون.. سمعت أُولى صرخات المواليد.. و آخر كلمات الوصايا…كان المشهد كاملاً و مهيباً.. و عندما التفت إلى الكتفين العاجيين ل علي ..لم يكن هناك.. و استيقظت. من بَغْدَدَة -سَلَالمُ القرَّاص- بقلم: لمى محمد / عن دار قناديل الواعدة في العراق…بغددة تحمل بين صفحاتها الجزء الثاني من رواية عليّ السوري
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 05, 2020 10:54
No comments have been added yet.