أول صحيفة مصرية على الإنترنت -2-
 
 
 
قصتنا كان الزعماء جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك .. ومعهم مجموعة كبيرة من السياسيين والمبدعين والكتاب والصحفيين .. جزءا من تاريخ مصر المعاصر يمتد منذ عام 1953 وهو عمر جريدة الجمهورية .. تاريخ طويل من الاحداث المهمة شهدتها مصر.. صنعها هؤلاء الرجال ومعهم بالطبع نساء لا ينسى التاريخ بصماتهم .. ولكل شخصية قصة حياة كلها تتجمع لتصنع قصة أكبر.. هي قصتنا نحن الذين ننتمى الى هذه المؤسسة العريقة التى كانت شاهدة بصفحاتها وأقلام كتابها على فترة من أهم فترات تاريخ مصر المعاصر قال حسين فهمي أول رئيس تحرير لجريدة الجمهورية إن جمال عبدالناصر فكر في اصدار صحيفة يومية للثورة بعد قيامها بأشهر قليلة وعرض عليه فكرة اصدارها ..واقترح عبدالناصر اسم التحرير واقترح هو اسم الجمهورية تيمنا بتحول مصر من الملكية إلي جمهورية .. وهى في رأي حسين فهمي تمثل نقطة تحول في الصحافة المصرية لانها جمعت بين الرأي والخبر
فى عام 2010 أنتجت مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر فيلما أخرجه االاستاذ هاني صلاح الدين الصحفي بالاجيبشيان جازيت وقت أن كان يتولى مجلس ادارة المؤسسة علي هاشم .. حيث انشأ في ذاك الوقت (مركزالجمهورية للافلام الوثائقية )يتبع قطاع تكنولوجيا المعلومات الذي كنت رئيسا له ..
فيلم تسجيلي بعنوان : (وطن في جريدة وجريدة في وطن) سيناريو سمير الجمل.. عن تاريخ جريدة الجمهورية منذ يوم 7ديسمبر 1953 وحتى عام 2010 يتحدث فيه عدد من الشخصيات التى ساهمت في مسيرة الجريدة :أحمد حمروش ..محمد العزبي ..محمد التهامي . . عبد الرحمن فهمي ..ناهد المنشاوي .. طوغان ..محسن محمد .. محفوظ الانصاري .. ومحمدد أبو الحديد ..وابراهيم نافع .. ومكرم محمد أحمد .. وهو وثيقة أتمنى أن نتمكن من تفريغ الاسرار التي ذكرها كل هؤلاء باعتبارها جزءأ من تاريخ الوطن
https://www.youtube.com/watch?v=nb721oQPViU&t=222s
لم يكن كتاب الدكتور أحمد المنزلاوي أول كتاب عن جريدة الجمهورية بل سبقه كتاب مهم نشره الدكتور الحسينى الديب فى نوفمبر 1986 بمكتبة الانجلو المصرية
بعنوان ( إدارة الصحف .. دراسة نظرية وتطبيقية )وفيه يؤرخ بدقة للنجاح الذى حققه الاستاذ محسن محمد فى دار التحرير .. التى كانت المؤسسة الصحفية الوحيدة التى أنشأتها ثورة 23 يوليو 1952.. وهى أيضا المؤسسة الوحيدة فى بلدنا التى تصدر صحفها بلغات ثلاث ( العربية والانجليزية والفرنسية ).. فضلا عن أنها المؤسسة التى توالى على رئاسة مجلس إداراتها منذ إنشائها سنة 1952وحتى صدور الكتاب عشرة من الرجال الكبار.. ابتداء من مؤسسها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتعيين الرئيس الراحل انور السادات مديرا مسئولا بكافة الاختصاصات لادارتها وحتى محسن محمد الذى تفرغ 9سنوات لرئاسة تحرير الجمهورية ..فجعل منها صحيفة خدمات معتبرا أن العنصر الاساسى فى زيادة التوزيع هو المادة التحريرية وطريقة عرضها وأسلوب تقديمها للقارئ حيث اختار المادة التحريرية التى تستحوز على إهتمامات القراء وأدخل عديدا من الابواب الجديدة فأحدث معجزة لامثيل لها فى الصحافة المصرية فقد قفز معدل التوزيع من حوالى 70 ألف نسخة سنه 1975 الى حوالى 378 الف نسخة سنة 1983 بزيادة نسبتها 439%
وأظن أننا في حاجة الي استعراض تاريخنا الحديث من خلال الفيلم الوثائقي والكتابين السابقين بالاضافة الي كتاب مهم آخر لزميلنا المرحوم أحمد رجائي وهوبعنوان (ملوك وأمراء في بلاط الجمهورية ) وأصدره عام 2014 في 350 صفحة .. كما أن الأستاذ صلاح عطية كان واحد من أهم من عاصروا نجاحات هذه الصحيفة ..ووثق بقلمه تاريخها من خلال سلسلة كتب أصدرها بعنوان تراث الجمهورية ..
واذا كانت الجمهورية قد شهدت على مدى تاريخها الطويل بصمات كل من تولى رئاستها فإن هناك طفرة تقنية بإنشاء المواقع الإلكترونية لصحف المؤسسة بدأت في عهد سمير رجب .. وكنت شاهدا فاعلا في مرحلة استمرت أكثر من عشر سنوات
عن التحديات التي تواجه الصحافة الالكترونيةتختلف الدراسات في تحديد البداية الحقيقية للصحافة الاليكترونية.. بعضها يحدد صحيفة "سان جوزيه ميركوري نيوز" التى نشرها مركز أبحاث "ميركوري" عام ..1993 علي الانترنت وبعضها الآخر يري أن صحيفة لوس أنجلوس هي أول صحيفة ظهرت علي الانترنت عام .1995ولكن الاحصائيات تقول إن عام 1996 شهد ما يقرب من 1500 صحيفة أنشأت لها مواقع علي الشبكة الدولية للمعلومات..حيث كانت صحيفة الجمهورية اول صحيفة مصرية تنشئ لها موقعا على الانترنت وهو ماشرحناه في الجزء الاول:https://mohamed-elsharkawy.blogspot.com/2020/02/blog-post_24.html?view=magazineظهرت الصحف الاليكترونية في أول الأمر كصورة طبق الأصل من الصحيفة المطبوعة.. يعني نقل الصحيفة من المطبعة الي الكمبيوتر.. وظهرت في الموقع علي هيئة صور.. الخبر مجرد صورة لا تستطيع الاحتفاظ به كنصوص.. صورة لكي تقرأها كل أجهزة الكمبيوتر في العالم.. فلم تكن اللغة العربية في ذلك الوقت لها نفس الانتشار الواسع الموجود حاليا.. ثم تطور الأمر بعد تطور البرمجيات واعتماد اللغة العربية في برامج الكمبيوتر..بدأت النصوص تأخذ مكانها علي الموقع.. وظهرت المرحلة الثانية وهي ظهور مواقع أخبارية ليس لها نسخ مطبوعة .. ثم طورت الصحف الورقية مواقعها الاليكترونية بحيث أضيف إليها أخبار عاجلة تتغير علي مدار اليوم..ولاحظنا ذلك أولا في صحيفة نيويورك تايمز التي وضعت أيقونة علي موقعها تشير إلي امكانية تصفح الصحيفة المطبوعة.. بينما الموقع ينقل للقارئ كل حدث وقت وقوعه.. صار الموقع اخباريا بالدرجة الأولي.. وساعد علي ذلك التطور الهائل في المالتميديا حيث ظهرت صيغة "بي دي اف" التي تحتفظ بشكل الصحيفة الورقية أو المطبوعة.. ثم أصبح بامكان المواقع الاليكترونية اضافة لقطات فيديو إلي الخبر أو التقريرصارت الصحيفة الاليكترونية تتمتع بمميزات عديدة في مقدمتها سعة الانتشار حول العالم.. متخطية بذلك مشكلات التوزيع والنقل عبر المدن والدول..هناك أيضا ميزة السرعة حيث يظهر الخبر بعد لحظات من وقوعه.. بعكس الورقية التي تنتظر وقت الطبع.أيضا هناك التفاعلية بين القارئ وصحيفته الاليكترونية حيث يمكن أن يكتب تعليقه أو يرسل أفكاره الي الصحيفة فتظهر في وقت أسرع من الصحيفة التي تعتمد علي بريد القراء الذي يحتاج لعدة أيام وربما أسابيع لكي تظهرفي الصحيفةميزة رابعة وهي التكاليف الباهظة التي توفرها الصحيفة الاليكترونية من أحبار وورق .. وماكينات طباعة وعمال ينفذون الصفحات وزنكات..وتكاليف لا تحتاجها الصحيفة الاليكترونية.أما الميزة الخامسة فهي الأماكن التي توفرها الصحيفة الاليكترونية فالأرشيف الاليكتروني لم يعد يحتاج غير جهاز "سيرفر" بينما يحتاج أرشيف ا لصحيفة المطبوعة الي غرف واسعة لحفظ أعداد الصحيفة علي مدي السنوات الماضية.السادسة: أن المساحة المتاحة للكتابة في الصحيفة الاليكترونية أكبر بكثير من الصحيفة المطبوعة المقيدة بعدد محدد من الصفحات.. في الصحيفة الاليكترونية اللينكات تجعل المساحة لا نهائية.والسابعة: هي تخطي الحدود.. بلا رقابة أو قرارات مصادرة.. حرية الانترنت أوسع بكثير من الصحيفة المطبوعة
علي أن كل هذه الميزات تقابلها عيوب كثيرة في الصحيفة الاليكترونية ..في مقدمتها قضية المصداقية.. فاذا لم يكن الموقع الاخباري صادرا عن مؤسسة صحفية معروفة وموثوقة فمن الممكن أن يتشكك الناس في مصداقية الخبر.أيضا الملكية الفكرية.. قد يكون من الصعب الحفاظ عليها علي الانترنت.. فمن السهل أن يسرق إنسان جهد الآخرين وينسبه إلي نفسه.. صحيح أن الأمور تعود الي حقيقتها ويعاقب المجرم أو السارق.. إلا أن هذا قد لا يتم بسهولة.. فالانترنت ميدان من الصعب معرفة حدوده.. حتي يمكن أن نتأكد من تطبيق حق الملكية الفكريةهناك تحديات كثيرة تواجه الصحافة الاليكترونية العربية تختلف عما تواجهه الصحافة الأجنبية التي تكاد تكون محصورة في حقوق الملكية الفكرية أما الصحافة العربية فهي تعاني أولا من ضعف المحتوي العربي علي الانترنت وضعف انتشار الانترنت ومصر علي سبيل المثال لا تتعدي نسبة مستخدمي الانترنت 20% من عدد السكان.. ربما لأن نسبة الأمية مازالت في حدود 30% من السكان والمستوي المعيشي الضعيف بشكل عام يجعل استخدام الانترنت ليس من أولويات الناس.
أيضا غياب ما يمكن أن تسميه الثقافة الرقمية التي تجعل الانترنت جزءًا أساسيا من حياة الناس في العالم العربي وتجعلها بمثابة ترفيه حيث تأتي مواقع الأفلام والصور والترفيه في مقدمة اهتمامات مستخدمي الانترنت العرب ويجب أن تلاحظ أن التطور يسير بخطي سريعة في دنيا الصحافة الاليكترونية
        Published on March 07, 2020 14:09
    
No comments have been added yet.
	
		  
  


