حمُّود
لم يكن حمُّود قابيل يكتب القصائد إلا ليطعم بها الديدان التي تنهش جوفه بلا هوادة. كانت الدودة الأولى قد فقست بيضتها في بطنه بعدما هوَت صفعة أبيه الأولى على لحم خده، وبدأت على الفور في التهام أنسجة أمعائه. ومع كل صفعة على وجهه أو قفاه أو مؤخرته أو على روحه، كانت الديدان تولد وتتغذى وتكبر وتُخرج مع فضلاتها موادًا تشبه في تركيبها الكيميائي النواقل العصبية البشرية كالدوبامين والسيروتونين، لكنها كانت في الحقيقة سلاحًا بيولوجيًّا تسيطر به على عقل مضيفها وتدفعه إلى ارتكاب كل ما يُفضي به إلى...
Published on November 28, 2019 12:50