من سيناريوهات عقلي الباطن
المكان : منطقة مختلطة تجمع بين مدرستي الثانوية و جامعة مفتوحة في احدي البلدان الأجنبية .
الزمان : أيام لا تنتمي للماضي او الحاضر أو حتى المستقبل .. الأحداث نشأت من العدم وسط دوامة الزمن.
جاءت بعدما تجاوزت طيش الشباب مرحلة تدعي بالجامعة المتأخرة ،شيء يدمج بين الماجستير والدراسة بالخارج ،تلك المرحلة بدأت ف مدرستي الثانوية و جمعتني بزملاء الدراسة ف مراحل تعليمي منذ ابتدائي وحني ثانوي .. كنت أتجول اول يوم وسط المحاضرات التي أخذت مسحة الحصص الدراسية ،ورن الجرس وأنا لا أزال خارج فصلي ،قررت ان اذهب للحصة ولتوبخني ع تأخري كيفما تشاء سواء كانت معلمة أو معلم ..طرقت الباب وإذا بها تسمح لي بالدخول في سلام ..تذكرت ع الفور مدي شعبيتي ف المدارس التي ذهبت اليها في صغري ،طفلة لا يجرؤ احد ع المساس بها، دخلت وإذا بها حصة لغة فرنسية ،استجوبت الجميع بالفرنسية عداي،كنت قبل ذلك أجهز الجملة التي ستنقذني من أسئلتها ..# أنا ثقافتي توقفت حد التركي والأنجلش والألماني،علاقتي بالفرنسية توقفت حد بونجور ومونامور#لكنها لم تسألني ولله الحمد .. ظللت اتجول ف الفصل وأجلس ع كل ديسك سويعات قليلة ثم انتقل لما يليه وأثناء حديثي عن أضرار التدخين مع احد زملائي الشباب .. فجاءه تذكرت عزيزي، بما ان الجميع ها هنا حاضرون اذن عزيزي مثلهم سيكون ،قررت ان ابحث عنه ؛لكن اللذيذ الرايق أمل مجدي أخذتني بعيدا ،كمن يُهرب بضاعة من الحريق ،وكأنها اكتشفت نيتي ف البحث عنه ،أثناء ذهابنا سمعت أحدهم يناديني :"هبه" ،ألتفت وإذا به يقترب ويعلن عن نفسه“بنفس اسم عزيزي“ ،يسبقها "مش عرفاني؟!!"، تفحصت ملامحه ثم اتهمته بالاحتيال ،كيف لك أن تدعي أنك هو ،علي الرغم أني أجهل ماذا فعل الدهر بملامح عزيزي ،إلا أني تيقنت أن هذا المحتال لا يمت لعزيزي بأي صلة ؛لأن لدي قناعة بأني لن أجد عزيزي إلا بعد أن أتكبد عناء ومشقة تعادل سنين اشتياقي له ..فيما بعد اكتشفت أن هذا المحتال من الأصدقاء المقربين لعزيزي ،وإدعائه كان بهدف إبعادي ،ومنعي من البحث عنه ..
ووسط أجواء من الاحتيال والغموض ،أخيرا أتي من طال انتظاري له ،ناداني وللوهلة الأولي صدقته ،السنوات لم تمحي شيء من عذوبة صوته،ضحكته لم يغيرها شيء لا تزال كما هي كأول شعاع في شروق الشمس،عيناه هي الشيء الوحيد المختلف،تحولت من العسلي للأزرق،كيف هرع إلي وحملني ودار بي أسرع من سرعة دوران الأرض حول نفسها،لا أعرف؟!! كل ما كنت أفكر فيه وقتها كان رؤية وجهه عن قرب كي أحفر ملامحه ف ذاكرتي حتى لا تجرؤ السنين مرة أخري علي تشويشها،أخيرا وقف الدوار ،وأنزلني علي الأرض ،نظرت إليه كما تنظر الأم لطفلها الغائب منذ عقود ،عزيزي قد تغير كثيرا ،وجهه كالقمر ؛لكنه شاحب لا أثر للحمرة في خديه ،إنتابني الشك حول مرضه ،علي الرغم من إحساسي بقوته التي عمل جاهداً لإخفائها عن الآخرين ،قطعت شكي بسؤال اليقين ،وسألته :"مالك ،أنت ايه جرالك؟!! ،أجابني ويا ليته لم يجب :"بعدما مشيتي فضلت أتبرع بالدم ف كل المستشفيات ع أمل أني أقابلك ،لما معرفتش أوصلك أقنعت نفسي أنك ممكن يصادف وتأخدي دمي ،لحد ما تعبت وكنت هموت بس اتقلبت الآية وبقيت زي ما بتشوفي ف الأفلام "مصاص دماء".
أحيانا بتبقي الأسئلة لعنة علي أصحابها ؛لأن الحياة قبل سماع الإجابات قد تكون أجمل بكثير من معرفة الحقيقة ،لهذا لا يجب علينا مطاردة الماضي ،والعيش فقط بمعطيات الحاضر دون الغوص في أحلام اليقظة ،لماذا لا يكتفي البشر بأقدارهم ،لما نعشق كلمة "ماذا لو"؟؟!!
الزمان : أيام لا تنتمي للماضي او الحاضر أو حتى المستقبل .. الأحداث نشأت من العدم وسط دوامة الزمن.
جاءت بعدما تجاوزت طيش الشباب مرحلة تدعي بالجامعة المتأخرة ،شيء يدمج بين الماجستير والدراسة بالخارج ،تلك المرحلة بدأت ف مدرستي الثانوية و جمعتني بزملاء الدراسة ف مراحل تعليمي منذ ابتدائي وحني ثانوي .. كنت أتجول اول يوم وسط المحاضرات التي أخذت مسحة الحصص الدراسية ،ورن الجرس وأنا لا أزال خارج فصلي ،قررت ان اذهب للحصة ولتوبخني ع تأخري كيفما تشاء سواء كانت معلمة أو معلم ..طرقت الباب وإذا بها تسمح لي بالدخول في سلام ..تذكرت ع الفور مدي شعبيتي ف المدارس التي ذهبت اليها في صغري ،طفلة لا يجرؤ احد ع المساس بها، دخلت وإذا بها حصة لغة فرنسية ،استجوبت الجميع بالفرنسية عداي،كنت قبل ذلك أجهز الجملة التي ستنقذني من أسئلتها ..# أنا ثقافتي توقفت حد التركي والأنجلش والألماني،علاقتي بالفرنسية توقفت حد بونجور ومونامور#لكنها لم تسألني ولله الحمد .. ظللت اتجول ف الفصل وأجلس ع كل ديسك سويعات قليلة ثم انتقل لما يليه وأثناء حديثي عن أضرار التدخين مع احد زملائي الشباب .. فجاءه تذكرت عزيزي، بما ان الجميع ها هنا حاضرون اذن عزيزي مثلهم سيكون ،قررت ان ابحث عنه ؛لكن اللذيذ الرايق أمل مجدي أخذتني بعيدا ،كمن يُهرب بضاعة من الحريق ،وكأنها اكتشفت نيتي ف البحث عنه ،أثناء ذهابنا سمعت أحدهم يناديني :"هبه" ،ألتفت وإذا به يقترب ويعلن عن نفسه“بنفس اسم عزيزي“ ،يسبقها "مش عرفاني؟!!"، تفحصت ملامحه ثم اتهمته بالاحتيال ،كيف لك أن تدعي أنك هو ،علي الرغم أني أجهل ماذا فعل الدهر بملامح عزيزي ،إلا أني تيقنت أن هذا المحتال لا يمت لعزيزي بأي صلة ؛لأن لدي قناعة بأني لن أجد عزيزي إلا بعد أن أتكبد عناء ومشقة تعادل سنين اشتياقي له ..فيما بعد اكتشفت أن هذا المحتال من الأصدقاء المقربين لعزيزي ،وإدعائه كان بهدف إبعادي ،ومنعي من البحث عنه ..
ووسط أجواء من الاحتيال والغموض ،أخيرا أتي من طال انتظاري له ،ناداني وللوهلة الأولي صدقته ،السنوات لم تمحي شيء من عذوبة صوته،ضحكته لم يغيرها شيء لا تزال كما هي كأول شعاع في شروق الشمس،عيناه هي الشيء الوحيد المختلف،تحولت من العسلي للأزرق،كيف هرع إلي وحملني ودار بي أسرع من سرعة دوران الأرض حول نفسها،لا أعرف؟!! كل ما كنت أفكر فيه وقتها كان رؤية وجهه عن قرب كي أحفر ملامحه ف ذاكرتي حتى لا تجرؤ السنين مرة أخري علي تشويشها،أخيرا وقف الدوار ،وأنزلني علي الأرض ،نظرت إليه كما تنظر الأم لطفلها الغائب منذ عقود ،عزيزي قد تغير كثيرا ،وجهه كالقمر ؛لكنه شاحب لا أثر للحمرة في خديه ،إنتابني الشك حول مرضه ،علي الرغم من إحساسي بقوته التي عمل جاهداً لإخفائها عن الآخرين ،قطعت شكي بسؤال اليقين ،وسألته :"مالك ،أنت ايه جرالك؟!! ،أجابني ويا ليته لم يجب :"بعدما مشيتي فضلت أتبرع بالدم ف كل المستشفيات ع أمل أني أقابلك ،لما معرفتش أوصلك أقنعت نفسي أنك ممكن يصادف وتأخدي دمي ،لحد ما تعبت وكنت هموت بس اتقلبت الآية وبقيت زي ما بتشوفي ف الأفلام "مصاص دماء".
أحيانا بتبقي الأسئلة لعنة علي أصحابها ؛لأن الحياة قبل سماع الإجابات قد تكون أجمل بكثير من معرفة الحقيقة ،لهذا لا يجب علينا مطاردة الماضي ،والعيش فقط بمعطيات الحاضر دون الغوص في أحلام اليقظة ،لماذا لا يكتفي البشر بأقدارهم ،لما نعشق كلمة "ماذا لو"؟؟!!
Published on October 19, 2019 13:10
No comments have been added yet.


