التهوية والإخلاء

من الطبيعي أن يصبح الخوف من الحرائق والتماسات الكهربائية هاجساً لدى الناس، فتخلى بعض المدارس حذراً بعد حادثة حريق مدارس براعم الوطن المحزنة.
يقول رجال الدفاع المدني إن أكثر الإصابات في الحرائق بسبب الاختناق، والأخير يحتاج إلى حسن التهوية وسرعة الإخلاء، وأنا أحذر هنا من سوء التهوية في مدارس بنات وأولاد، في واحدة منهن تتجمع مئات الطالبات في الفسحة داخل الصالة الداخلية المقفلة اللهم إلا من باب لا يفتح منه سوى درفة واحدة، والمبنى نموذج «هندسي» حكومي ما يعني انه نسخة معتمدة، لا مستأجرة!
تخيل لو صرخت واحدة منهن مازحة.. حريق! ماذا سيحدث؟ لدينا مشكلة مع الأبواب والشبابيك، وقبل هذا نشكو من الاتّكالية، وعند بحث أساس المشكلة نجد حلقات تكون سلسلة طويلة، تبدأ من التهاون الذي نعيشه منذ سنوات مع الأدوات الكهربائية الرديئة، هل تذكرون حينما صرح الملحق التجاري الصيني في سفارة بكين بالرياض، قائلاً إن التجار «السعوديين» هم من يحرص على البضاعة الرديئة؟ لتعظيم هامش الأرباح،» والصين تصدر الآن كل شيء تقريباً، لم يحرك ذلك التصريح أحداً، وكأنه كان يتحدث عن تجار الواق واق، وكأن تلك البضائع تستهلك في جزر الكاريبي، لماذا لم ينتفض عندها الحريصون على الوطن والمواطن ممن يدبجون التصريحات والإعلانات في اليوم الوطني هذه واحدة من الحلقات تسأل عنها وزارة التجارة والمواصفات مع الجمارك، ومنها حلقة الهندسة، إذا كان المجتمع السعودي له وضع اجتماعي محافظ لماذا لا يتكيف المبنى هندسياً من ناحية السلامة مع هذا الوضع؟ أين العقول الهندسية للتعامل مع هذه الخصوصية؟ ثم نأتي إلى التنفيذ والاستلام، السلسلة طويلة وأهم ما في كل حلقة منها يكمن في الطواقم البشرية، وإذا كان الدفاع المدني قد أعلن عن اعتراف طالبات من المرحلة المتوسطة بإشعال حريق مدرسة براعم الوطن بجدة، فإن هذا لا يجب أن يخفف من أهمية الانتباه لحلقات السلامة المفقودة، وأهمها التدريب على الإخلاء وتوظيف طواقم كفؤة تكون مسؤولة عن المبنى وتعمل فيه لا أن تديره عن بعد.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on November 26, 2011 19:41
No comments have been added yet.


عبدالعزيز السويد's Blog

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow عبدالعزيز السويد's blog with rss.