من أين أنت في سوريا.. السؤال الطائفي!

في نفس الزمان و غير المكان ضاعت عبير في شوارع لبنان.. لم تعرف كيف أوصلتها قدميها إلى زقاق ضيق فيه محلّ صغير يبيع الفلافل.. أحست نفسها في سوريا، و ابتسمت أكثر عندما كان البائع سوريّاً: قالت له : - لا تسألني من أين أنت في سوريا و إلا لن أشتري.. ثم ابتسمتْ…- الله يحميكِ من أي مكان كنتِ يا بنتي…غصّت بالدموع قبل أن ترد:- الله يجبرك…مضت و هي تحس أن جبرانه لخاطرها أضاء الطريق، و ستستطيع الوصول إلى موعدها مع ديار…جبران الخواطر عند السوريين و عند جميع العرب دعوة من القلب، لأننا جميعاً بخاطر مكسور.. كسرته الأماني المعلّقة على جدران نوافذ لأمهاتنا، أو أحلامنا.. كسرته كَسْرَتُنا عندما كان خيارنا بين البقاء في حضن الأم أو اللحاق بالحلم.. و عندما تهشم هذا الخاطر، رحنا نبحث في قلوب الآخرين عن عائلة أخرى، و أحلام أجمل… كل المنطقة مكسورة الخاطر من المحيط إلى الخليج، في حين استغلت اللحى ذلك لتنشر التطرف الديني..بعد الحروب و مع استفحال الفقر و الذل ازداد إحساس كثيٍر من مكسوري الخاطر بالعجز.. و لم يعد لهم سوى الدين ليلجأوا إليه، و لشدة الضعف الإنساني أرادوا أن يحسوا بقوتهم و بأن لوجودهم قيمة فتحولوا إلى متطرفين في الدفاع عن الدين.. وهكذا صار الدين صنماً غير قابل لحوار العقل…قال لها ديار:- أنت تتوقعين أن تهدأ الأوضاع.. و أنا أقول لك انظري إلى العراق…وهي أعطته قسماً من لفة الفلافل:- الله يجبر خاطرك… النص كاملاً: http://www.ahewar.org/debat/show.art.... و القضايا العالقة-عليّ السوريّ: الجزء الثاني 8-
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 30, 2018 04:35
No comments have been added yet.