أطفال الكهف و أهل الكهف...

أطفال الكهف الذين تم إنقاذهم من قبل أبطال مسلمين (غير مسلمين)، حكاية تستحق الوقوف عندها و التأمل..فريق رياضي مكون من اثني عشر طفل و مدربهم، كانوا يتجولون في مناطق تايلاند الخضراء عندما فتحت السماء أبوابها لرسل الله من الأمطار.. لجأ الفريق إلى كهف ليحتميَ من المطر، لم يكن في بالهم أن المياه ستحيطهم من كل جانب، لتجعل نجاتهم كحكايات الأساطير. فُقِدَ الفريق لأكثر من أسبوع، حتى وجدت الشرطة و فرق البحث دراجاتهم و أحذيتهم قبالة أحد الكهوف، عندها كان الاعتقاد بكونهم عالقين في الكهف، و فعلاً تم اكتشاف وجودهم في الكهف من قبل غواصين محترفين. إخراجهم لم يكن بالطريقة السهلة، و تم بمشقة كبيرة و بأعجوبة عرضتها محطات الفضاء حول العالم.. ما يلفت النظر في هذه القصة ليس كل ما سبق، بل مقدرة الإعلام التايلاندي على تسخير نفسه لخدمة ثلاثة عشر روح تايلاندية، مقدرة حدود الوطن على منح مواطنيها كرامة و عزة انتماء بشري..لحق الإعلام العالمي إعلام تايلاند و شغلت قضية أطفال الكهف و نبل منقذيهم الناس حول العالم.. هكذا يضمن وطنك حياتك و قبلها كرامة روحك..ما يلفت القلب:هو الغواص الشجاع الذي قضى نحبه في محاولة لإيصال الطعام للأطفال قبل إخراجهم..أن تكون إنساناً حقيقاً يضمن لك (الجنة) بغض النظر عن دينك و معتقداتك.. هذا يتلخص في قابليتك على مساعدة الغير و عمل الخير…ما يلفت الضمير: هو المدرب ومشاعره، موقف لا تُحسَد عليه عندما تعتقد بأنك بشكل أو بآخر تسببت في بلاء أطفال وثقوا بك..للتعليم مسؤولية أكبر منها في أي مهنة أخرى.. و المعلمون -لأي شيء- في هذه الحياة هم أساس النجاح و النجاة.في حين يموت أطفالنا بصمت، و يموت الفقراء ببساطة و سكون.. تدّعي حكومات العرب العتيدة الدين و الأخلاق.. و تستمر في تسويق سمعتها كنصائر للمستضعفين.. قصة أطفال الكهف تضاهي قصة أهل الكهف في عبراتها.. و فيما نجتر التاريخ.. نتحول جميعاً إلى أهل الكهف - بنوم ضمير و عمى بصيرة- ..ننسى أطفالنا في كهوف أوطان بلا إعلام و بلا ضمير.. و نقترف الصمت.
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on July 14, 2018 13:10
No comments have been added yet.