أطول أيام فصل الصيف
اليوم ذكرتني لمحة طريفة كتبها الصديق الجميل والعزيز ياسر علام، عن أن مسرحية شكسبير "حلم ليلة صيف" ربما تكون كُتبت لأطول أيام العام، وهو اليوم، 12 يونيو.. فماذا كتب شكسبير أيضا عن هذا اليوم الصيفي الطويل؟
كنت قد كتبت هنا مرة منذ فترة تأمل عابر لكتاب أوفيد "فن الهوى"، وهو أحد أشهر روائع كتب الأدب والغرام والذي يقدم فيه الشاعر خبرته كمجرب ومغامر كبير. وأوفيد كتب هذا الكتاب وكان قد بلغ الأربعين أو زاد عليها قليلا؛ وبالتالي سوف تكون نظرته للحب غيرها حين كان في العشرينات. فأصبح رجلا ذا خبرة واسعة في فنون الهوى تتفق ورجل في الأربعين اكتملت له رجولته، يحيا في بحبوحة، موزعا زهرة عمره بالقسطاس بين المتعة العاطفية والحسية. وقد اقتبس شكسبير من أوفيد ومما كتبه عن فينوس ربة العشق والحسن والشهوة، وأدونيس رمز الشباب والجمال، قصيدة طويلة على نفس المنوال، لكن بفكرة وإبداع وأسلوب وروح شكسبيرية بطبيعة الحال. ففي عام 1592 وكانت المسارح مغلقة بسبب انتشار مرض الطاعون، في الفترة من يوليو إلى ديسمبر، مما كان يعني أن شكسبير كان يقضي فترة أجازة إجبارية، ما جعله يفكر في أن يستغل هذا الوقت في كتابة أول وأطول قصيدة شعرية، والمكونة من 1200 بيت وصدرت (فينوس وأدونيس) في 1593، وفي 1594 أصدر قصيدة أخرى وهي (اغتصاب لوكريس). وقصيدة " فينوس وأدونيس " هي ملحمة كبرى من ملاحم الحب، وفيها الشكل الأسطوري الذي نجده عند أوفيد. وأيضا فيها الولع الشكسبيري الدائم باستخدام التوريات والطباق والمقابلة، والحرفة العالية في تصوير الشخصيات بأبعادها بكافة دواخلها وأعماقها النفسية، وأيضا التصورات الأخلاقية التي كان يؤمن بها. فينوس تسعى جاهدة إلى إغواء أدونيس.. هي رمز للشهوة والغواية، وهو رمز للعفة والطهر. هي تمثل الحب باعتباره رغبة تحتاج أن نطفئها، وهو يقول لها إنه لا يكره الحب، بل يكره أسلوبها وفهما للحب. تجن فينوس بحب أدونيس وتعترض طريقه، لكنه لا يهتم ولا يأبه بما تسميه الحب، وكان شغفه هو الصيد والعفة. في إحدى محاولات الإغراء منها يأتي الحديث عن أطول يوم في الصيف هذا، وعن علاج ذلك لديها.. (أنقلها ببعض التصرف من الترجمة التي قام بها عبد العزيز توفيق جاويد وصدرت في 1987)
يا أميرا للزهور، يا جميلا دونه كل قرين، حسنه يكسف كل الحور كسفا..
يا بياضا واحمرارا فاق وردا أو يماما،
يوم صنعتك الطبيعة فتخطت نفسها جهدا وكدا..
فتلطف أيها العجب العجاب! وترجل عن جوادك
هاهنا فاجلس سعيدا حيث لا ثعبان يسعى، ولا يفح ولا يطل،
تعال
اجلس بجانبي
و سوف أُعلمك أسرار العسل التي لا تحصى
تعال ودعني أكتم أنفاسك بقبلة من فمي
قبلة
تجعل أطول أيام فصل الصيف
تمر وكأنها اللحظة العابرة.
وللقصيدة وللقصة بقية ممتعة، فمع تطور الأحداث سوف يتغير مفهوم الحب العابر عند فينوس، إلى مفهوم للحب بمعناه الحقيقي والإنساني.. لكن..، لكن لنكتفي بهذا القدر فها هو أطول يوم في الصيف قد أوشك على الانتهاء بسلام
كنت قد كتبت هنا مرة منذ فترة تأمل عابر لكتاب أوفيد "فن الهوى"، وهو أحد أشهر روائع كتب الأدب والغرام والذي يقدم فيه الشاعر خبرته كمجرب ومغامر كبير. وأوفيد كتب هذا الكتاب وكان قد بلغ الأربعين أو زاد عليها قليلا؛ وبالتالي سوف تكون نظرته للحب غيرها حين كان في العشرينات. فأصبح رجلا ذا خبرة واسعة في فنون الهوى تتفق ورجل في الأربعين اكتملت له رجولته، يحيا في بحبوحة، موزعا زهرة عمره بالقسطاس بين المتعة العاطفية والحسية. وقد اقتبس شكسبير من أوفيد ومما كتبه عن فينوس ربة العشق والحسن والشهوة، وأدونيس رمز الشباب والجمال، قصيدة طويلة على نفس المنوال، لكن بفكرة وإبداع وأسلوب وروح شكسبيرية بطبيعة الحال. ففي عام 1592 وكانت المسارح مغلقة بسبب انتشار مرض الطاعون، في الفترة من يوليو إلى ديسمبر، مما كان يعني أن شكسبير كان يقضي فترة أجازة إجبارية، ما جعله يفكر في أن يستغل هذا الوقت في كتابة أول وأطول قصيدة شعرية، والمكونة من 1200 بيت وصدرت (فينوس وأدونيس) في 1593، وفي 1594 أصدر قصيدة أخرى وهي (اغتصاب لوكريس). وقصيدة " فينوس وأدونيس " هي ملحمة كبرى من ملاحم الحب، وفيها الشكل الأسطوري الذي نجده عند أوفيد. وأيضا فيها الولع الشكسبيري الدائم باستخدام التوريات والطباق والمقابلة، والحرفة العالية في تصوير الشخصيات بأبعادها بكافة دواخلها وأعماقها النفسية، وأيضا التصورات الأخلاقية التي كان يؤمن بها. فينوس تسعى جاهدة إلى إغواء أدونيس.. هي رمز للشهوة والغواية، وهو رمز للعفة والطهر. هي تمثل الحب باعتباره رغبة تحتاج أن نطفئها، وهو يقول لها إنه لا يكره الحب، بل يكره أسلوبها وفهما للحب. تجن فينوس بحب أدونيس وتعترض طريقه، لكنه لا يهتم ولا يأبه بما تسميه الحب، وكان شغفه هو الصيد والعفة. في إحدى محاولات الإغراء منها يأتي الحديث عن أطول يوم في الصيف هذا، وعن علاج ذلك لديها.. (أنقلها ببعض التصرف من الترجمة التي قام بها عبد العزيز توفيق جاويد وصدرت في 1987)
يا أميرا للزهور، يا جميلا دونه كل قرين، حسنه يكسف كل الحور كسفا..
يا بياضا واحمرارا فاق وردا أو يماما،
يوم صنعتك الطبيعة فتخطت نفسها جهدا وكدا..
فتلطف أيها العجب العجاب! وترجل عن جوادك
هاهنا فاجلس سعيدا حيث لا ثعبان يسعى، ولا يفح ولا يطل،
تعال
اجلس بجانبي
و سوف أُعلمك أسرار العسل التي لا تحصى
تعال ودعني أكتم أنفاسك بقبلة من فمي
قبلة
تجعل أطول أيام فصل الصيف
تمر وكأنها اللحظة العابرة.
وللقصيدة وللقصة بقية ممتعة، فمع تطور الأحداث سوف يتغير مفهوم الحب العابر عند فينوس، إلى مفهوم للحب بمعناه الحقيقي والإنساني.. لكن..، لكن لنكتفي بهذا القدر فها هو أطول يوم في الصيف قد أوشك على الانتهاء بسلام
Published on June 21, 2018 10:07
No comments have been added yet.


