هل يمكن معرفة المستقبل من الرؤيا؟ أليس المستقبل في علم الله وحده؟

بسم الله ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله


تُوجد درجتان من معرفة أحداث المستقبل:



معرفة يقينيـة: وهي معرفة ما سيحدث في المستقبل يقينًا بلا شكٍّ، وهذا لله وحده لا شريك له.
معرفة ظنيـة: وهي معرفة تَوَقُّع، واستنتاج، وتخطيط.

والتوقع هو قياس ما يمكن أن يحدث في المستقبل على ما حدث في الماضي.


ومن أمثلة ذلك: بلد خاضت حربًا في الماضي، وانهزمت، فيتوقع لها إن دخلت الحرب نفسها مرة أخرى أنها سوف تنهزم مثل السابق.


والاستنتاج هو بناء نتائج مستقبليـة على أساس مقدِّمات ماضية أو حاضرة.


ومن أمثلة ذلك: توقعات الأرصاد الجويـة كالتنبُّؤ بدرجات الحرارة، وسرعة الرياح، واتجاهها…إلخ.


والتخطيط هو عقد النية على القيام بعمل معين، ثم تحديد إجراءات القيام به.


ومن أمثلة ذلك: قرر شخص أنـه سيسافر بعد أسبوع، فبدأ بالتخطيط لما يجب عليه أن يفعله من إجراءات ما قبل السفر؛ أو أعلنت المدرسة أن الامتحان بعد شهر، فبدأ التلميذ بالتخطيط لكيفيـة الاستعداد لاجتيازه بنجاح…إلخ.


وهذه الأشياء كلها وأمثالها تدخل في دائرة العلم الظنيِّ بالمستقبل الذي لا يمكن للإنسان أن يضمن حدوثه يقينًا.


ولذلك، نقول دائما عندما نتحدث عن المستقبل: «إن شاء الله».


وعلى الرغم من أن بعض الناس قد يرى رؤى قويـة، وواضحة المعاني، ولها دلالات شبه يقينيـة على أحداث مستقبليـة، إلَّا أنـه لحكمة إلهيـة لا تصل هذه المعاني إلى درجة الإخبار بالمستقبل يقينا، بل يدخل فيها الظن والاحتمال، ولو بنسبة ضئيلة، وذلك لسببين؛ أحدهما أو كلاهما:



كثير من الرؤى لا يمكن ضمان صدقها يقينًا (ولو ترجح صدقها بقوة)، فما زال احتمال الكذب فيها قائما.

2. لا يمكن التأكد من صحة تعبير الرؤيا يقينا، (ولو كان التعبير راجحًا منضبطا)، فما زال احتمال الخطأ موجودا.


والله أعلم.


انقر هنا للاشتراك فورا في خدمة تعبير الرؤيا على الأصول الشرعية الإسلامية

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on April 16, 2018 08:57
No comments have been added yet.