عسكـــر وحرامية

زمان واحنا أطفال مكناش زي أطفال دلوقتي، كان التليفزيون قناتين وبس، كانت الأتاري إختراع وهمي عند عائدي الخليج بس، فكان المتاح قدامنا ألعاب الحركة، التنطيط اللي بجد، زي الاستغماية، مساكة الملك، تيك عالعالي وتيك عالواطي، برطوس.... أه كان في لعبة اسمها برطوس، وعسكر وحرامية ...... آيوه هي بقى عسكر وحرامية دي اللي عايز اتكلم عنها، لاني أول ما ابتديت ألعبها لأسباب أخلاقية غالباً يعني كنت دايماً باختار أبقى ضمن فريق الحرامية، ولما كبرت شوية وأبويا قعد معايا قعدتين تلقين بقيت بالعب مضطر ضمن فريق العسكراللي غالباً عمره ما كسب، لحد ماكبرت وبقيت بالعب حاجات تانية خالص.
لكن إكتشفت اليومين دول إن الألعاب دي اندثرت تقريبا مش باقي منهم غير الاستغماية تقريباً، لكن الاكتشاف التاني الأهم إن لعبة عسكر وحرامية دي مستحيل تتلعب اليومين دول، لأن الفروق بين الاتنين بقت تقريباً معدومة، تخيلوا الفرق بين العسكر والحرامية خلال 25 سنة في بر مصر تلاشى لا والمصيبة إني اكتشفت أن مش بس الفرق اللي تلاشى لا ده بقى في نقط تشابه كتير قوي بينهم زي مثلا الحرامي اللي بيثبتك في الشارع علشان يقلبك، بقى فيه لجنة زيه تمام بتثبتك في الشارع وغالباً بتقلبك لو معاك حاجة علشان ترضى تسيبك تروح، الفرق الوحيد ان الحرامي معندوش خيار ولا فقوس، بس اللجنة عندها.
الهجام اللي بيدخل بيتك بيقلبه ويبهدلك، أما كبسة الشرطة فبتعمل ده برضو، الفرق الوحيد إن الهجام اللي هو حرامي الشقق بيبقى حريص انك متبقاش موجود ولو كنت موجود يسيبك نايم، انما العسكر حيمسحوا بكرامتك الارض وغالباً حياخدوك معاهم.
النشال اللي بيسرق محفظتك في الزحمة ميفرقش خالص عن اي امين شرطة مثبتك علشان بطاقة أو مخالفة، البلطجية اللي بيضربوك في أي مظاهرة نصهم من الداخلية ونصهم جهود ذاتية من توريد  الداخلية.
لما حرامي بيسرقك وبيتقبض عليه، مبيرجعش من اللي اتسرق غير اللى معجبش حضرة الظابط..
وبقى من مظاهر الإختلاف إن الحرامية عمرهم ما حيعذبوك، بيحترموا ادميتك يا أخي.
أما بقى حجم الفساد جوه الشرطة  فده مش موجود في اجدع عصابة فيكي يا مصر.
بجد لعبة عسكر وحرامية انتهت، انقرضت وده معناه اني لازم اشوفي لعبة تانية، أه بمناسبة الإنتخابات ألعب "مساكة الملك".
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on September 29, 2011 13:15
No comments have been added yet.