
"العصافير" من أقل الكائنات قدرة على الشم، ربما لهذا السبب تطير منا، ترفرف بعيدا عن أيدينا التي أطعمتها.. و لا تتعلق بأية ذكرى لها على شجر طفولتنا.أما " الكلب" فيحفظ رائحتك عن ظهر قلب.. يدافع عنك لأنك (معشش ) في ذاكرته.. و ليس أقوى من الذاكرة الشمية.. ذاكرة الرائحة...*****الذاكرة (الشعوريّة) للإنسان هي رقم واحد…تلك الذاكرة هي سبب جوهري للحب، للكره، للصداقة، للعداوة.. هي الذاكرة التي بجزء منها ترسم لغة جسدنا و نغمة صوتنا…هي الذاكرة المرآة التي تحما منّا أكثر ما تحمل من غيرنا: النقيّ يجد النقاء في كل موقف.. الطيب يرى الطيبة في كل عمل…اللئيم يتصور اللؤم، و يشك في كل شيء…أما النرجسيّ- أبعدنا الله عنهم- لا يقبل و لا بأي شكل ضعفك، انشغالك، صراحتك و لا حتى نصائحك!******لغة الجسد ترسم العلاقات أيضاً: يقولون: “ قد أنسى ما أطعمتني، لكن لن أنسى كيف استقبلتني”…و في أمثلة شرق المتوسط “ لاقيني و لا تطعميني” …البشر المضيافون الطيبون الأنقياء يحتلون القلب و جزءاً من العقل..بينما يبقى مجنونو العظمة و النرجسيون على باب الروح.. لا هم يطرقونه و لا طفولة الروح تفتح الباب لهم…
Published on November 04, 2017 11:40