عاهرة!

هل ترافقني و تدلني على الطريق؟!- أي طريق؟!- أريد أن أصبح عاهرة؟!- ويلي.. أيتها الفاجرة ..-اسمع لا تتذمر قبل أن تعرف ما حصل و يحصل.. ما سوف يصير...- لا أسمعك.. قتلك أفضل...-سعدت برأيك فلأهرب...- أنت هناك ماذا تريدين؟!-أريد أن أصبح عاهرة...نظر في وجهها المجعد المتعب.. و جسدها الضئيل.. ثم أشاح بوجهه عنها:- لا تصلحين...-أتعلم.. و العهر سياسة...-عندي في البار جميلات كثر.. سياستهم بالفطرة.. امشي من هنا...و تنقر على زجاج "لينين"..- أبو الشباب.. أريد أن أتعلم السياسة لأصبح عاهرة...- و لماذا اخترت أطول الطرق للانتحار؟!-في بيتي أربعة أطفال جياع.. والدهم مات شهيداً في زمن أعوج..زمن الأنصاف.. نصف يترحم و نصف يرجم ذكراه..  و الزمن زمن  ( صرامي) تدعس كل الأنصاف.. المدعوس يدعس داعس.. شطارة مراهقين يعني ، و أولادي حفاة.. أطيل موتي كي تصير لهم حياة...- هذي خمس ليرات.. اشتري خبزاً و حليباً..-"لينين" عزيزي .. أتمزح أنت ؟!.. الخبز لوحده بخمس وعشرين!-انتظري الغد سأحضر مالاً ثمناً لهذي الأوراق..-سعدت برأيك..  سأعود غداً...ركضت إلى صغارها، ولدت من جديد هكذا قال ذلك الأصلع ( الرفيق).. و على الطريق.. أطل ( راع) من سيارة حديثة:- بس بس.. أعاهرةٌ أنتِ ؟!صمتتْ .. في خيالها مرتْ ذكرى لبيتٍ .. زوجٍ  و مدينة..وطنٌ  مزقه أولادهُ  حين أقروا أن الآخرَ منهم عاهر..و (سبابٌ ) أمسى كصباح الخير..  كمساء الخير في زمن العولمةِ  الصاعد...صمتتْ تتذكر أطفالاً يبكون رغيفَ الخبز... أخاً جندياً و آخر معتقلاً.. و أقاربَ قُسموا مابين موالٍ و معارض.. فَرَخُصَ الدم...صمتت و الصحوة تأكلها.. قوة وطن تغمرها.. و الأم وطن.. نظرت إلى ( سيجارة) ( الراعي).. ينتظر جواباً.. بصقت، ثم أجابت:-أسياسي تبيع وطني أنت؟! عاهر حقيقي أنت...
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 27, 2017 19:50
No comments have been added yet.