المتحدث الرسمي والصحافة
يبدو أن مسمى «المتحدث» الرسمي أعطى انطباعاً لدى الكثير بأنه لا بد أن يتحدث في كل وقت أو في أي وقت يطلب منه أو يطرح عليه سؤال، وبحسب فهمي فإن المتحدث الرسمي يحضر إعلامياً إذا كانت هناك قضية استثنائية تهم الرأي العام، لكن ولأسباب كثيرة أصبح المتحدث الرسمي واجهة الجهاز الحكومي، وربما أحياناً هو الواجهة الوحيدة المعروضة على الشاشات لهذا الجهاز، من هنا يتوجه «الكل» لهذه الواجهة. وهذا دليل خلل في الأجهزة نفسها، يمكن لمن أراد «إدارياً» اكتشاف العلة وإصلاحها.
صحيفة مكة نشرت موضوعاً بعنوان: «من أكثر المتحدثين الرسميين صمتاً؟»، وجدت أن في جانب منه انتقائية واضحة المعالم، إذ لا يمكن مقارنة أجهزة مثل رئاسة الحرمين الشريفين أو الطيران المدني بأجهزة أخرى مثل وزارات التجارة أو العمل أو الجوازات، لسبب بسيط أن حجم «الطلب» والاستفسارات والوقائع المتغيرة أكبر بكثير، لكن في جانب آخر كشف الموضوع أن هناك جهات لا يعرف المتحدث الرسمي لها أصلاً لندرة حضوره، وكان للصحيفة سبق التعريف بهؤلاء للرأي العام ونشر صورهم! نشأت وظيفة المتحدث بعد بروز قصور كبير للجهات الرسمية في التفاعل مع ما ينشر عنها في وسائل الإعلام، لكن أغلب الجهات وضعت المتحدث في الواجهة بديلاً للمسؤول الكبير ولمساعديه وللإدارات أيضاً، هذا أدّى – مع انتشار استخدام وسائل التواصل وتنوعها – إلى تحويل المتحدث إلى قناة وحيدة للتواصل مع الجهاز الحكومي. وتحرياً للعدالة بين الطرفين يمكن استطلاع آراء المتحدثين الرسميين – بعد تصنيفهم من الحاضر ومن الغائب – في الصحافة والصحافيين، ولو تبنّى وزير الإعلام هذا الاقتراح وفحص النتائج لربما اهتدى إلى جانب مهم من وضع الصحافة المحلية الورقية والإلكترونية.
عبدالعزيز السويد's Blog
- عبدالعزيز السويد's profile
- 2 followers

