رسالة قصيرة إلى ناردين

صوت ما في داخلي بين الفينة والأخرى كان يحثني على الكتابة وكان لزاما عليّ أحيانا أن أسكته غير أنه هذه المرة كان يتسلل إلي من البحر.


فالقناديل التي لاكتها ألسنة الناس غيبةً أضاءت ليلتي، كنت لدى البحر جاهزاً للوضوء، أنهل من ملحه، أتطهر من الذنب والصد والفجاجة، أصلي للشمس التي ستمشي خلال لحظات على ماء الذهب كاشفة ثوب الحياة في جلال.


غير أن لحظي العسر صادتني قناديل البحر في فخاخها فرضت علي سلطانها ألقت ببهجتها كامنة في لونها الفضيّ كاملةً علي الرمال صفراء اللون : فراديس الهوى بارت ..

تئن موسيقى القصيدة، أرتبك ،فتسألني القناديل باقي القصيدة ، أجيبُ : طواها الردى!


ما الذي يسعني الآن إلى جانب نظم الشعر والبحر عاجز عن التقاطي ؟! هل أطيّر طيارة ورقية ينقبض وينبسط قلبي معها على موج الرياح ؟! مغازلة الحسناوات ؟! صورةً للذاكرة؟! صنم من الرمل لم ولن يعبده أحد ؟!


كل الطرق كانت تؤدي إلى القصيدة غير أنك كنت قصيدتي التي لا أملّ من كتابتها دوماً ، وأنت بدورك جعلت من حياتي فيلما جيداً لا أجتهد في إتقان دور البطل فيه.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 28, 2017 14:52
No comments have been added yet.