ليلةٌ فائتةٌ عاديةٌ جداً

[image error]


لم يكن لكأس أولد ستاج أن يستقر في جوفي حتى ارتفعت سخونة الإيقاع في شارعي الهاديء، وبعد أن ارتميت خلف مقود سيارتي كالقتيل، كانت جلبة خارج زجاجي المغلق لنهايته يطغى صوتها على انبعاث الدخان البارد الذي يتنفسه الصقيع ..نحيت كاسي جانبا وأشعلت حمى الأدرينالين جسدي .. هل لعقلي أن يعود من غيبوبته إلى أرض الحادث.


شابان يرتميان خارج سيارة قديمة الطراز وقد اصطدما بعمود إنارة .. أصير شخصاً حاسماً وواقعياً فجأة أسأل المصابين هل أنتما يا صاحبي بخير ؟! .. لهجتي لا يشوبها الحنان قط ولا حسن النية ولا حتى سوءها .. شخص ما غاضب شاء لي الاولد ستاج أن أكونه .. من المذياع المشؤوم في القلب من السيارة تعسة الحظ  كانت تهمس أم كلثوم بجلالها  أن “يا حبيبي أنا كلي حيرة ، ونار ،وغيره ، وشوق إليــ ” يهبط الجند الملثمون كالمظليين لا أدري كيف خلقوا فجأة .. أتبين والهواء البارد لا يمل من وخز حلقيْ أنهم جنود التدخل السريع ، جاءوا عندما كانوا يمرون صدفة في مهمة محض روتينية.


تقمص النقيب أصلع الرأس دور عسكري الدرك وتمتم في جهاز اللاسلكي حوذته بالكلمات الميري التي لا داعي لها .. ما ضرهم لو تحدثوا بلهجة عادية كهذه الليلة التي لم تخلق الدهشة في داخلي رغم أنف الادرينالين وأولد ستاج .. شيء في داخلي انكسر في السابق ومن ثم كان لهذه الليلة أن تكون عادية .. عادية جدا.


 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on December 19, 2016 16:51
No comments have been added yet.