هل يُمْكِنُك عزف سِيمْفُونية تَنْسجم مع هرمونات القلق والحيرة...



هل يُمْكِنُك عزف سِيمْفُونية تَنْسجم مع هرمونات القلق والحيرة والإرتياب بداخلي؛ لتشعرني أن كل شئ عَلِى ما يرام؟

الصدق ينتج من الألم، والمشاعر من التجربة..!

لا تتعجب عندما تقسو عليك الحياة، لقد استيقظت للتو من أوهامك ومن اليوتوبيا الوهمية التي تتجسَّد فقط في خيالك.

تألم بصمت، وإبك حتي تغمرك الدموع وتحاول أن تجد طوق نجاة..

بمفردك، تَذوَّق مرارة الوحدة والألم..

لا تكتب لتنقذ نفسك بل لتنقذ وتواسي غيرك..

أنا هنا، لستم بمفردكم في هذا العالم المظلم..

لا أدَّعي شيئاً، أنا لا شئ، لذا سأدعي كل شئ..

الأشياء من حولك ليست كما تبدو من مظهرها!

أنت لست أنت!

قِف بُرهة.. إبحث عن نفسك، حاول أن تري حقيقتك المتجسدة في ظاهرك، لا تيأس عندما تصل إلي صورة في مرآة لا تعكس إلا الزيف الذي تريد أن تراه!

انظر مجدداً.. لا تفقد الأمل، وحاول ألا تُصْدَم..

لا تذهب إلي الجحيم الآن.. ولا تنتظر الجنة إلي الأبد..

حاول عبثاً أن تفهم ما يحدث في هذه اللحظة، ثم حاول مجدداً ستنجح..

هروبك يعني فشلك في إدراك أين أنت في الزمان والمكان..

إصمد مكانك، وسيتوقف كل شئ إلا عقلك!

رغماً عنك ستتحداك الحياة.. قوى غير متكافئة..

أنت تمتلك تلك القوي التي تتوحد ضدك!

أخشي أنني سأبقي لفترة طويلة هنا…

لا تقرأ سطراً أو ألفًا!

كل الأشياء تدور في مدارها الصحيح، إلا أنا.. لا مدار لي!

نجحت في الوصول إلي اللا شئ..

أنا جزء من فراغ لا نهائي المدى!

أريد أن أستيقظ لأجد الكون قد تلاشى، فلا أشعر بأي شئ..

غريب ألا تشعر بأي شي، أن تُغْمِض عينيك وتغوص في ظلام أبدي، ما هذا الملل؟

كأن تحلم وتستيقظ لتجد أحلامك أصبحت حقيقة، فتعود لتحلم مجدداً وتستيقظ، وتحلم كثيراً حتي تُنفي إلي عالم أبدي من الأحلام المتحققة!

اكترث كثيراً لأحلامِك، ربما أنت تعيش حلماً، وتستيقظ لساعات!

محاولة البقاء حيًّا يعني ألا تغفل.. ألا تحلم.. دعونا ننغمس في الموت بصمت مدقع!

أريد فقط أن أبقي هناك لمدة تكفيني لأستمع لتلك السيمفونية، ثم أعود مجدداً لأحارب وأعود في سلام!

وجودنا هو إنتحار أبدي لم يبدأ بعد!

حاول أن تفهم شيئا لتدرك لا شئ!

أبك و إصرخ بحرقة لتثبت للعالم كل شئ… أنت أبكم وأصم!

من الجيد أنك استمعت إلي سيمفونيَّتِكَ الأخيرة.. العالم ينهار أمام عينيك علي صدي لحنها المنسجم..

أغمض عينيك، وإبدأ في البحث عن مسارك في الفراغ الأبدي!



سيمفونية ٢

الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠١٦

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on June 20, 2016 23:43
No comments have been added yet.