سر "مناخير" مبارك

دخلت أنف مبارك التاريخ المصري لتكوت ثالث الأنوف بعد أنفي كليوباترا وأبي الهول، واذا كان أنف كليوباترا كان علامة سحرها والذي أوقع في غرامها كلا من يوليوس قيصر ومن بعده مارك انطوني، وأوقع مصر كلها بعد ذلك في شرك الاحتلال الروماني، الا أن أنف مبارك اختلف من حيث رغبته الغير عادية على تنظيفه امام ملايين المشاهدين ليثبت أن الأنف مالوش جيوب، وأن حتى جيوبه الأنفية مفيهاش فلوس متهربة.
أما أنف أبي الهول فيعتقد ان جنود نابليون كسروها دون الجسد، لأننا نعرف ان الانف رمز الكبرياء والأنفة، ومعنى ان يكسروا انفه أي لكي يبقى للأزل انهم كسروا انف المصريين والحضارة المصرية وأبا الهول، أي انزلوا انفنا التراب، كي يبقى دليل على العصر ذلك، والحقيقة أن أنف مبارك قد انكسرت خلف القضبان، ويبدو أنه لم يكن يحاول تنظيفها كما تخيلنا، بل كان حريصاً على تثبيتها مكانها كي لا نراها تتمرمغ على التراب.

أنف مبارك سيبقى علامة فارقة في تاريخ الشعوب العربية، لتعود مصر من جديد لتعليم العرب وقيادتهم وريادتهم بعيداً عن الريادة الوهمية التي صنعها موافي " صفوت الشريف" بين افخاذ الراقصات والعاهرات.
الدرس الأول كيف تثور ، ثم بعد أن تثور تكمل الثورة، وتصر على عدم قتل الطاغية كما فعلت كل الثورات التي يذكرها التاريخ، بل على محاكمته محاكمة عادلة أمام القضاء.
الدرس الثاني أن تتعمد حين تحاكم الرئيس أن تمنعه من استخدام أي منديل كي يفرغ ما في أنفه ، لتعرف جيدا كيف حكمنا طيلة 30 عاماً رجل لا يعرف كيف ينظف أنفه.
الدرس الثالث أن تعرف أن عملية التنظيف كانت اشارة قوية جدا لباقي النظام خارج الأسوار والقضبان، وأنه قادر على ان يجر أنفهم الواحد تلو الأخر - وخد بالك بقى يا طنطاوي انت وشفيق وعمر سليمان- .
الدرس الرابع هي رسالة موجهة للاخوة الغاضبون في الخليج من محاكمتنا لرئيس طاغية جثم على صدورنا لمدة 30 عاما ونهبنا وسرقنا وافسد كل ما لنا، وكأنه أحد امرائهم الخالدين الذين لا يسألون عما يفعلون، حيث اشار لهم باختراق فتحة أنفه كناية عن فتحة أخرى قد يصل إليها الثوار.
سجل ايها التاريخ أن المصريين لما يكتفوا فقط عقب الثورة بتنظيف شوارعهم بل ساهم رئيسهم المخلوع في تنظيف أنفه اثناء محاكمته ، تحت شعار الرئيس الذي سبقه " دولة العلم والايمان" والنظافة من الايمان وليسقط الترامادول.