مرفأ العبّاد ..

نحن الآن في مرفأ العبّاد، نقف في الزاوية نبحث عن الطمأنينة التي تحتاجها القلوب، ونبحث عن المركب الذي سيُبعدنا عن ملّذات الحياة الزائلة، وصل إلينا الشهر الذي نهرب إليه من أعباء الحياة الرتيبة، وصلنا إلى الليالي التي يستبشر بها المؤمنون ويتباشر بها المذنبون، إنه شهر استجمام الروح.


في هذا الشهر المبارك تكون قوانا الروحية أكبر، فقوى الشرّ التي تدق ناقوسها في كلّ لحظة هي الآن منقوصة، فالشطيان مغلول، وكلّ ما علينا هوَ مُجابهة النفس الأمّارة بالسوء لتحقيق شيء من التوازن،  هذا الشهر هو المكان الذي يعمل عمل المصافي ليُنقّي قلوبنا وأرواحنا من غبار السيئات والخطايا التي ارتكبناها في حياتنا، والرواسب التي تكوّنت بفعل حماقاتنا الإنسانية التي نصنعها في أيّامنا ولا نعلم عنها، إنه شهر الانقطاع إلى الرّب الجليل والعودة إلى الفطرة السليمة.


إذا كُنتَ تحاول الإقلاع عن فعل سيء بينك وبين ذاتك، كأن تنظر إلى ما حرّم الله عليك، أو أن تستمع إلى الأغاني أو أن تغتاب الأشخاص .. الخ، فكُل ما عليكَ هوَ أن تكون فعلاً شخص يحاول، أيّ كرّر مُحاولاتك بالإقلاع عن هذا الأمر بالتدرّج فمن غير التدرّج قد تكون العواقب وخيمة والضربة على الرأس شديدة، لذا علينا بالتكرار والتدرّج.


وفي هذا الشهر ستجد الكثير من المُفسدين الذين يحاولون تدمير الروحية العالية التي تتواجد في الأجواء، والذي يُساعدك بقوّة على هدم عمل ما أو بناء عمل ما هو الابتعاد عن التأثيرات السلبية هذا هوَ السر الخطير الذي يتجلّى واضحاً في تعاليم شهر رمضان المبارك، فالحث على قراءة القرآن باستمرار والحسنات العظيمة لقراءة آية من آياته والتدبّر فيها، والتشجيع المُستمر على التفكّر والتأمّل في هذا الشهر، هل الانقطاع عن المُجتمع المليء بالتداخُلات والتناقضات هوَ أحد سبل تصفية الروح من الشوائب؟، ولم التركيز على ليالي هذا الشهر المُعظّم؟ هل لأنّ الأسحار فيها من السحر ما فيها؟ تساؤلات عديدة، والإجابات كامنة في كلّ نفس بشرية.


وهنا فوق هذا المرفأ يجب أن لا توقفك الهزائم فأحياناً تنتصر النفس الأمّارة بالسوء عليكَ في جولة، يجب أن لا تيأس أو تقنط من رحمة الله، عليكَ أن تنتصر وتغلب هذه النفس الأمّارة بالسوء وتقيم دولة الحق في ذاتك، دولة العدالة مع شخص يُدعى (أنت)، إنها الدولة الأكثر أهمية في الدُنيا، لا يمكنك أن تنتصر خارجها إنّ كُنت فاشلاً فيها.


كما أنّه من سُبل رفع مُعدّل الإرادة، أن تكون في محيط مميّز كأن تحضر في مكان يكون فيه العديد من الأشخاص ذوي الإرادة العالية، إذا كُنتَ تريد مُحيط مميّز عليكُم بالبحث عن فريق عظيم وهذا يحوّل من الإرادة الواحدة إلى قدرة جماعية، تحطّم كافّة الصعاب التي تحيط بالفرد المُنخرط في المُجتمع، ومن السهل إيجاد التجمّعات الشبابية المؤمنة في هذا الشهر العظيم.


××


مُبارك عليكُم الشهر

كل عامٍ وأنتُم بخير، وأحب أن أدعوا الجميع للمشاركة بمسابقة (مؤسسة شباب الرسول الأعظم (ص) الأولى) فالموعد الأخير هوَ اليوم التاسع من شهر رمضان المبارك، بإمكانكم الاطلاع على حيثيات هذه المسابقة في موقع المؤسسة الرسمي.

 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on August 02, 2011 14:30
No comments have been added yet.