قصة السيد علي الصوفي الشاذلي التونسي.. وقصة أصدقائه... بالنت.

   فبدأ الرجل ينشر بعض علمه في المنتديات، ويشرح للناس بعض الحقائق العرفانية الرفيعات. فأتى بما أبهر العقول، وشرح لهم طريقة الوصول.
فأحبّه الأكثرون، وحسده الأقلّون.
فأما الأولون، فقد استفادوا منه ما شاء الله لهم ذلك، لكن كثيرا منهم أخطأ، فأحيانا تكون الخاطرة أو المنشور في الشرق، ويجيء ال...تعليق في الغرب.. وأحيانا يعمد أحدهم فيتعلق في المنشور بكلمة أو فاصلة فيبني بها قضية، ويحوّر بها المناقشة، فتضيع الفائدة..
وكان لبعضهم معارك شخصية صغيرة، فعمدوا إلى تصفيتها في صفحة هذا الوليّ العليّ.
من هذا وغيره يتكدّر خاطر صاحبنا، وهو لا يلقي علمه إلاّ بشرط الصفاء: من نفسه ومن مُستمعيه.. وحتى من زمانه الذي هو في الغالب ليلٌ بسكونه ورحماته.
لكن هؤلاء المحبين أكثرهم (ذرية ضعافا )، قلّ أن ردّوا عنه هجوما أو أخذتهم الحمية للدفع عنه.. فآثروا السلامة، و"حفظ" الكرامة.
وهنا نأتي إلى الآخرين. هؤلاء أكثرهم حسده، وقالوا: من هذا الذي فضّله الله علينا بهذا الفيض البديع؟ كيف، وهو لا يحمل لقب أستاذ أو دكتور، لا يعرفه منا أحد، ولا يُرى عليه أثر الكبر، ولا يضع على رأسه عمامة فخمة عالية، ولا يحيط به الأتباع والتلامذة، (وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم!؟).
هؤلاء إن أحسن صاحبنا ألف مرة لا يقولون له أحسنت، وإن ظنوا أنه زلّ مرة، كشّروا عن أنيابهم وأخرجوا ضغائنهم. لا يعجبهم منشور، ولا يشاركونه لنفع الجمهور.. فهم عن بعد يقرؤون، كأنهم بليل يسرقون.
وابتلى الله الجميع بحِدّة موسوية تعتري صاحبنا، حدّة بدَت لبعضهم نفسية، وهي في حقيقتها تربوية، كالدرة العمرية.. فلم يصبروا، بل لأنفسهم انتصروا، ولكبريائهم غضبوا.
سلموا له أقواله وما سلموا له أحواله، وهما من مشكاة واحدة.
كان صاحبنا لبعض الناس فتنة، فكأنه طالوت هذا العالم الافتراضي: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا.. الآية)
فأرسل الله إليهم طالوتا: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا. قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ؟ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ، وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)..
حُجبوا ببشريته عن رؤية فضْل الله عليه.. رأوا صورته، وما رأوا مَن مِن مرقده بعثه؟
فسبحان الجليل الحكيم كم يلوّن في الابتلاء، وكم يُنوع في الاختبار، والناس لا يبصرون.
فجرت على القوم سنّة الله الماضية أن الكفر بالنعمة موجب لزوالها: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ .) كذلك قال نبينا: إن العبد ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه.
وليست الأرزاق فقط أموالا وأعراضا.. بل أيضا علوما وأنوارا وأذواقا.
لكن ما ذنب الطيبين؟ هذا سؤال أم المؤمنين: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نَعم إذا كثر الخبث.
الخلاصة :
كان صاحبنا هدية من السماء، ومائدة نورانية من الرحمن، تلقّـاها بالشكر أقوام فربحوا، وبغيره تلقاها آخرون فخسروا ، لا أدري أيشعرون بهذا أم لم يشعروا..
فأوحى ربك إلى عبده -عليّ العَلي- ما أوحى.. ألاّ تحزن إنك أنت الأعلى.. وأن اتْرك النت وما حوى، وعُد أيها الفتى إلى الكهف مرة أخرى، ولن ترجع إلاّ أن يشاء ربك ويرضى.
هذا موجز قصة السيد علي الصوفي الشاذلي التونسي.. وقصة أصدقائه.
http://ilyassbelga.blogspot.com/2015/06/blog-post.html
 
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on May 20, 2016 15:32
No comments have been added yet.


إلياس بلكا's Blog

إلياس بلكا
إلياس بلكا isn't a Goodreads Author (yet), but they do have a blog, so here are some recent posts imported from their feed.
Follow إلياس بلكا's blog with rss.