خطاب افتراضي لصديقٍ افتراضي من غربة افتراضية

صباحُك بعطر الفراولة كالشاي الذي أنهيتُ علبتين منه في اسبوعين!ءوقبلهُ سلامٌ على قلبِ أمي ودمعة فخرها وافتقادها الممتزجتين.ءلعل الجميع بخير...ءلا شيء يُذكر، كل الأيامِ كاليومِ الأول، تكرارٌ مبالغٌ فيه لتجربةٍ أحببتها وطريقٍ ألفته، تمامًا كشاي الفراولةلا شيء يستحقُ الكتابة عنه يا صديقي سوى أنني بدأتُ أشك أن روح هذه المدينة كانت يومًا لفتاةٍ عابثة! تغريك بدايةً بالاقتراب، بالحصول عليها، توهمك بأنك تنتمي لها منذ النبضة الأولى، بينما في خلفيةِ المشهد تنخرُ الغربة بين خلايا قلبك، وبمجرد أن تصل لذروةِ رضًا واقتناع بالبقاء للأبد... تكون الغربةُ قد أكلت تمامًا من قلبك ما يجعله قادرًا على بثِ السعادة وجعلتهُ بعد أن أتت على الروابط بين خلاياه مُثَقَّبًا كمصفاة وقتها ستتوقف عن منحك القرب الذي زَعَمَتْهُ في البداية... ولحظتها تحديدًا ستشعرُ برغبةٍ عارمة في البدء بالتدخين.ء
ثم أنها قالت منذُ يومين لي : كم كنت ساذجًا جدًا عندما ظننت أنك بسفرك تتحرر من هموم الوطن!
الأمر ليس كذلك على الإطلاق، كلما سافرت ستتسع رقعة الوطن، كلما سافرت ستحملُ همًا يتعلقُ بكل بقعةٍ طالتها قدمك، وكل ذكرى صنعتها على طريقك، كما كلما مشيت تتعلق بثيابك ذرات أكثر.
ستُثْقَلْ، وسيثقل ما تحمل....
عدا ذلك الجميع بخير! سوى هذه الغريبة التي كانت تجلسُ منذ عشرةِ دقائق على الطاولةِ في الممر تبكي وتجلسُ إلى جوارها فتاة أخرى تجفف بدقةٍ ما أفسده البكاء من مكياجها.... وكأن ذاكرتي الممتلئة بالفعل ينقصها مشهدٌ كهذا لتكرره عليَّ كعرضٍ مسرحي كل ليلةٍ لشهرٍ على الأقل! وكأن زكيبة الصورِعلى ظهري  لم تثقل فترهقني بما يكفي!
سوف لن أطيل عليك، بلغ الجميع سلامي ولا تنس أن تُطعم القطة...
إلى لقاء،
 •  0 comments  •  flag
Share on Twitter
Published on March 18, 2014 16:08
No comments have been added yet.