محمد محمود's Blog

الحوت لا يزال حيًّا!

معلومة خطيرة طالعتنى كثيراً ..
هل تعلم أن حوت يونس لا يزال حيًّا يرزق إلى الآن .. وهذا ما يؤكده النص القرآنى: فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) (الصافات 143 144) !
أولاً هذا القول لا ينم إلا عن جهلٍ بقواعد اللغة العربية .. فـ "لولا" تفيد امتناع جوابها لوجود تاليها .. وهذا يعنى أن كون بقاء يونس فى بطن الحوت ممتنعٌ لوجود التسبيح ..
هذه واحدة .. أما الأخرى فتفسير قوله "إلى يوم يبعثون" بأن الحوت سيبقى حيًّا إلى يوم البعث فهذا أيضاً يدل على جهلٍ ببلاغة اللغة العربية .. فهذا أسلوبٌ مجازى تماماً كأن تقول أحدٍ سأحبك إلى الأبد .. أو سأقاطعك إلى يوم القيامة، وكل هذا يندرج تحت باب الأساليب المجازية ..
أما إذا افترضنا جدلاً أن هذا الأسلوب حقيقى وليس مجازياً .. فيمكننا القول إن الحوت إذا التقم يونس وتغذَّى عليه لصار جزءاً منه تكوينه، ودخل جسد يونس فى جسد الحوت لا ينفصل عنه إلى يوم البعث حين يرد الله ليونس جسده ليحاسبه على أعماله ..
من كتاب ‫#‏وزيناها_للناظرين‬

اصنع حياتك

دخل المطار فخطف الأبصار بأناقته ووسامته، عطره سلب العقول، ابتسامته سحرت الألباب، كانت كل العيون معلَّقة عليه، اقترب من شباك التذاكر فابتسم له الموظف وقال له: إلى أين تريد التوجه يا سيدى؟
ابتسم له الرجل ولم يرد، أعاد السؤال مرة أخرى، فقال الرجل: لا أدرى!
ترى كيف نظر إليه الناس بعدها، إنه غير جدير باهتمامهم أو احترامهم، إنه لم يحدد وجهته، فهل حددت أنت وجهتك؟
هل حددت الهدف الذى تحيا من أجله؟ هل بدأت خطوات فعلية فى تنفيذه؟ هل أدركت الرسالة التى خلقك الله لتؤديها؟ أم مازلت تبحث عنها فى نفسك حتى الآن؟
تقول الحكمة الهندية: أنت اليوم حيث أتت أفكارك، وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك .

ابدأ الآن .. رتب أفكارك، صحح مسارك، ضع لنفسك هدفاً وسر وراءه بعزيمة وإيمان، لا تترك الأمواج تتقاذفك كما تشتهى، أمسك أنت بشراع قاربك، ولا تتركه للرياح تلهو به ..
واعلم أن السعادة نتاج النجاح، والنجاح وليد الأمل والعمل .. ولكن أولاً ادعم نفسك بالمهارات اللازمة .
تعلم كيف تحل مشكلاتك، وتعلم كيف تصنع لنفسك هدفاً، وكيف تنجح وكيف تسعد، وكيف تتعامل مع الناس..
باختصار تعلم كيف تكون من تريد .

اجتماع

" كنت قد نذرت ما بقى من العمر فى محراب الوحدة، وطويت صفحة الحب من قلبى إلى الأبد، حتى رأيتك .. فعاد قلبى ينبض من جديد .. ينبض باسمك .. أحبك .. يا ملاك العمر ..
المخلص إلى الأبد "
كتبت هذه الكلمات على بطاقة صغيرة ووضعتها لها خلسة على مكتبها فى غرفة المعلمين، ثم ذهبت إلى حصتى .
وشاءت الأقدار أن تفتح إحدى المعلمات النافذة، فحرَّك الهواء البطاقة إلى حيث تجلس الأستاذة عطيات، وما أدراك من الأستاذة عطيات .
ما أن جلست على مكتبها حتى وقعت عيناها على البطاقة، فلما فتحتها فتحت حنجرتها على مصراعيها:
- من الوقح الذى كتب لى هذه الكلمات، أنا لن أسكت أبداً على هذه الوقاحة ..
انتبه الجميع لصراخها وتجمهروا حولها يسألونها عما حدث ويحاولون تهدئة روعها وهى تتمادى فى طغيانها وتعيث فى المدرسة صراخاً وضجيجاً، ولما لم تستدل على صاحب البطاقة ذهبت بها إلى مدير المدرسة رأساً .
كل هذا وأنا فى الفصل لا أدرى شيئاً، حتى أتانى زميلٌ وأخبرنى بقرار المدير بخصوص عقد اجتماعٍ بعد انتهاء اليوم الدراسى .
انتهيت من عملى وتوجهت إلى غرفة الاجتماعات والجميع يتحدثون فى حكاية أستاذة عطيات ويتساءلون عن هوية العاشق المجهول، وأنا لا أفهم شيئاً مما يدور .
بدأ الاجتماع وقص المدير علينا ما قصته عليه الأستاذة عطيات، ثم قام برفع البطاقة ليعرضها علينا سائلاً عن صاحبها ..
غصت فى مقعدى وأنا أرفع أصبعى ..
بعد ساعاتٍ من الشرح تفهَّم المدير أن خطيبتى كانت هى المقصودة وليست أستاذة عطيات وأن ما جرى كان سوء تفاهم، وأقسمت أنى لا أعرف كيف انتقلت البطاقة إلى أستاذة عطيات ..
وحتى لا أنسى أن المدرسة ليست مكانا لهذه المسخرة على حد تعبير السيد المدير فقد قام سيادته مشكوراً بخصم أسبوعٍ من راتبى !

تأكد من وجود مشكلة

توقف سائق الحافلة فى المحطة، فصعد شاباً ضخماً مفتول العضلات، طلب منه السائق دفع ثمن التذكرة، فما كان منه إلا أن رد قائلاً: المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر .
لم يكرر السائق طلبه، وجلس يرتعد من الخوف، فماذا يفعل بجسده النحيل وبنيته الضئيلة أمام هذا الوحش .
تكرر الأمر فى اليوم التالى، طلب منه السائق ثمن التذكرة، فلم يجد غير نفس الرد: المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر .
لأيامٍ كثيرة متوالية يركب هذا العملاق ولا يدفع، أصبح السائق لا يفكر إلا فى هذه المشكلة التى تؤرق نومه، جعل يبحث عن حلٍّ يقضى به على خوفه ويأخذ حقه من هذا العملاق .
وجد أن الحل الأفضل أن يلتحق بأحد الأندية الرياضية ليتعلم وسيلة للدفاع عن نفسه والتغلب على قوة غريمه .
بعد عدة أشهر وجد فى نفسه القوة اللازمة للمواجهة، وفى الموعد المنتظر، استقل الشاب الحافلة، فطلب منه السائق ثمن التذكرة، فأجاب الشاب: المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر.
فأمسك السائق بذراع الشاب صائحاً: يعنى إيه المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر ؟
فأجاب الشاب فى براءة: المعلم ميمى معاه اشتراك !
قبل أن تبذل جهداً ووقتاً ومالاً فى محاولة الحل، تأكد أن هناك مشكلة قائمة بالأصل وتحتاج إلى كل هذا الجهد، كثيراً ما نضيّع أوقاتنا فى البحث عن حلول لمشكلات توهمناها، ولو أنَّا تصارحنا من البداية لما وصلت الأمور لما وصلت إليه .

مهمة قومية

كنت أتفقد بعض القنوات التليفزيونية حين قفزت من مقعدها كمن وخزه مخيط وصرخت فىَّ:
- عد إلى تلك القناة، إنها تعرض فيلماً رائعاً يحكى عن جريمة قتل غامضة، ستكتشف فى نهايته أن الزوجة هى القاتلة..
- ما شاء الله، تلخصين فيلماً كاملاً فى بضع كلمات..
- دعنى أكمل لك .. لقد قطَّعته إرباً ووضعته فى أكياسٍ سوداء .
- ما هذه الوحشية، هل تسمين هذه امرأة ؟
- إنه يستحق ما جرى له، لقد تزوَّج عليها .
- تقتله لأنه تزوَّج عليها؟! أتعلمين أنهم فى بعض الدول الأوروبية يفرضون راتباً إضافياً للرجل إذا تزوَّج زوجة ثانية؛ تشجعياً للرجال على الزواج .
- حقاً ؟!
- نعم إنه يؤدى مهمة قومية، لقد ارتفعت نسبة النساء إلى الرجال حتى صارت ثمانية إلى واحد تقريباً، تخيلى .. مصير سبع نساء من كل ثمانية إلى العنوسة، لذلك تقدَّر الدول المتقدمة مجهودات الرجال فى تقليل هذه النسبة الكبيرة.
- يا سلام !
- بالطبع، ولهذ أباح الإسلام تعدد الزوجات، فالرجال يموتون فى الحروب والمعارك، وتبقى النساء، كما أن الدراسات الحديثة كلها أكدت أن معدلات أعمار الرجال أقل بكثير من معدلات أعمار النساء، مما يخلق أزمة كبيرة جداً لا تقدِّرين مداها لأن الله أنعم عليكِ بنعمة الزواج، بينما تعانى ملايين النساء فى العالم كله من عدم إيجاد هذه الفرصة .
- اممممم .. تصور لم أكن أعرف كل هذا !
- نحن معشر الرجال نضحى من أجل بقاء هذا الكوكب وحفظ جنس البشر واستمراره، وعدم حرمان النساء من فرصهن فى الحصول على أزواج .
- يا لها من تضحيات عظيمة .. صحيح .. لقد كدت أنسى، غداً وأنت عائدٌ من عملك أحضر لى أكياساً سوداء.. يبدو أننى سأحتاجها قريباً !

ما عليها

تظن المرأة أن عليها أعباءً كثيرةً قبل الزواج لزوم اصطياد الرجل المناسب .. من التزيُّن والتجمُّل وما إلى ذلك .. تماماً كما تفعل أنثى العنكبوت لتصطاد ذكراً مناسباً!!
أما بعد الزواج .. الأمر يختلف .. فعلى الرجل أن يحبها كما هى.. ويرضى بما هى عليه .. ويحمد الله .. وتنسى أن الوصول إلى قلب الرجل سهل .. لكن الصعوبة تكمن فى امتلاكه إلى الأبد ..

عدل

كنا تعاهدنـا على أن نقتسمْ - بالعدلِ "نـارَ الحبِّ" فيما بيننا
"الحبُّ"كان-بكلِّ عدلٍ-نصفُها - و"النارُ" كانت كلُّها نصفى أنا!!

من فضلك .. أعد المحاولة

بدايةً .. الحب مشاعر إنسانية محلها القلب .. فإذا فرغ القلب من تلك المشاعر لسببٍ أو لآخر -فى غياب المحبوب- احتاج من يملؤه.. فلا هذا عيباً ولا حراماً .. ولكن العيب والحرام أن يكون هذا فى وجود المحبوب وفى خضم علاقةٍ قائمةٍ بالفعل ..
لقد تطرف من أنكر الحب الثانى .. بل والثالث والرابع والعاشر أيضاً .. فالحب لن ينتهى والقلب لن يتوقف .. ولا يوجد ما يُسمَّى بخيانة ذكرى الحبيب .. فإذا ما انفصل حبيبان .. وتقطَّعت سبل الوصال والرجعة .. تحتم على كلٍّ منهما أن يبدأ حياته من جديد .. ولا يبكى على اللبن المسكوب .. بل يبحث عن لبنٍ غيره .. ويشربه بكل تلذذ.. ولا يخشى أن يكون فى ذلك خيانة للَّبن الأول !!

لعله خير

كان الملك معتاداً على الخروج للصيد مع وزيره المقرب، وذات يومٍ أصاب الملك أصبعه فقُطع، فقال له الوزير: لعله خير .
غضب الملك غضباً شديداً وقال للوزير: قطع إصبعى خير، كيف تقول هذا، بمجرد أن نعود للملكة سأزج بك فى السجن، فقال الوزير: لعله خير، مما جعل الملك يشتاط غضباً .
بعد شهرٍ خرج الملك للصيد وحيداً وتوغَّل فى الغابة فوقع أسيراً فى أيدى قبيلة تأكل لحوم البشر، فلما أعدوه وجهَّزوه ليكون وليمة اليوم وجدوا القطع الذى فى أصبعه فقرروا ألا يأكلوه؛ فقد كانت عقيدتهم تنهاهم عن أكل من كان فيه عيباً خلقياً، فأخلوا سبيله .
فرح الملك فرحاً شديداً وتذكَّر كلمات الوزير لعله خير، وعلم أنه كان محقاً وأن قطع أصبعه جاء له بالخير، فأسرع إلى سجنه وقص عليه ما حدث ثم قال: لقد كان قطع أصبعى خيراً كما قلت، لكن أخبرنى، هل كان سجنك خيراً كما قلت؟
أجاب الوزير بثقة: بالطبع كان خيراً، فلو لم أكن مسجوناً لكنت معك فى رحلتك الأخيرة ولكنت مطعماً لتلك القبيلة؛ فليس بى عيباً خلقيًّا .
لا تُقدِّر الأمور بحكمتك أنت، فربما كان لمن خلقها حكمة تفوق عقلك القاصر المحدود .

الكراهية

إن الأشياء لا تُستحدث من عدم .. ولا تُفضى إلى عدم .. فإذا ما تولَّد الحب ودخل حيز الوجود .. فإنه لا يفنى أبداً .. وأبداً لا يحل محله بغضٌ أو كراهية ..
أما من استطاع أن يكره .. فهو لم يحب بالأصل .. ومن تمكَّن الحب منه .. فهو لن يكره أبداً ..
عن الحب والزواج